للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعض الأفرنج: كانت عادة المصريين قديما الحرص كل الحرص على أن يجعلوا مدافن الموتى بقرب قبور المقدسين؛ ليكونوا فى حمايتهم.

قال أيضا: ويظهر أن الأمراء العظام فى جميع الأزمان السابقة رغبوا فى الدفن بجوار الأهرام؛ لأنها آثار مقدسة انتهى.

وقد وجد جانبليون هناك قبر أحد ضباط سيزوستريس، قال: وهذا القبر كغيره من القبور التى بهذا المحل عبارة عن مربع محررة أضلاعه بين الشرق والغرب، وحيطانه تميل الى الداخل. وقد اطلع العالم ليبسيوس البروسيانى على كثير منها، ورأى أن بعض القبر مجرد عن النقوش، وبعضه الآخر عبارة عن عدة أود ضيقة سقفها حجر واحد عليه جميع النقوش اللازمة مع الإتقان.

وبعض هذه القبور فوق الأرض، والبعض تحت الأرض محفور فى الصخر.

انتهى.

ومما يدل على/أن الأهرام سابقة على القبور ما فى المقريزى أن قلمون الكاهن الذى كان مع نوح فى السفينة كان قد زوج ابنته ببيصر بن حام بن نوح ، وجاءت معه إلى مصر وولدت منه ولدا سماه مصرايم. فلما مات بيصر دفن فى موضع دير أبى هرميس غربى الأهرام، ويقال إنها أول مقبرة دفن بها بأرض مصر، وكان ذلك بعد الطوفان بألف وثمانمائة وست سنين. انتهى.

وقال العالم أمبير: لم أر فى الأقطار المصرية أقدم من هذه المقابر، فإن طيبة وملوكها حادثة بعد منفيس وملوكها، وبقرب ترب الملوك الذين بنوا الأهرام ترب قسيسيهم وأمرائهم وخدمتهم. وقد حدثتنا بما عليها من النقوش بما لم تحدثنا به الأهرام لخلوها عن الكتابات. انتهى.

وقال غيره: إن جدران القبور التى حول الهرم عليها من الداخل نقوش ملونة، ومرسوم فيها صور الأحوال المعاشية كالصيد، والقنص، والحصيد، وقلع الكتان. وبعض الرسوم صورة شرحها جانبليون بأنها صورة صانع مشتغل بلف أشرطة القماش على الموميات، وصورة صانع آخر مشتغل بتلوين صورة