وفى المقريزى أيضا فى/الكلام على مدينة عين شمس قال الحكيم الفاضل أحمد بن خليفة فى كتاب: عيون الأنباء فى طبقات الأطباء، يقال:
إنه كان للكواكب السبعة السيارة هياكل تحج الناس إليها من سائر أقطار الدنيا، وضعها القدماء، فجعلوا على اسم كل كوكب هيكلا فى ناحية من نواحى الأرض وهى: الكعبة لزحل، والثانى للمريخ مدينة صور من الساحل الشامى، والثالث للمشترى بدمشق موضعه الآن جامع بنى أمية، والرابع بيت الشمس بمصر وهو المسمى بعين شمس، والخامس للزهرة بمنتيح، والسادس لعطارد بصيدا، والسابع للقمر بحرّان، يقال إنه قلعتها. انتهى. انظر الكلام عليها فى الكلام على المطرية.
وفى حسن المحاضرة للسيوطى: أن الصابئة تزعم أن أحد الهرمين قبر شيث، والآخر قبر هرمس، والملوّن قبر صابئى بن هرمس، وإليه ينسب الصائبة. وهم يحجون اليها ويذبحون عندها الديكة والعجول السود، ويبخرون بدخن. ثم قال: وقال ابن فضل الله فى المسالك: قد أكثر الناس القول فى سبب بناء الأهرام، فقيل هياكل للكواكب، وقيل قبور ومستودع مال وكتب.
وقيل: ملجأ من الطوفان. قال: وهو أبعد ما قيل فيها؛ لأنها ليست شبيهة بالمساكن. قال: وكانت الصابئة تأتى فتحج الواحد، وتزور الآخر، ولا تبلغ فيه مبلغ الأول من التعظيم. انتهى.
وجزم بعض الإفرنج بأن الأهرام من البيوت المقدسة التى كانت بيوتا لمقدسى المصريين، وأن هرمس كان مقدسا عندهم؛ لأنهم يعتبرونه اسما للشعرى اليمانية.
ويستفاد من كلام الأقدمين، ومن كلام من يعرف اللغة القديمة مثل جانبليون وغيره أن لهرمس هذا أسماء عديدة منها: سوتيس، وطوط، وأنوبيس، وسينيوسوفال وسيت وسيروس: فكل هذه الأسماء أسماء للشعرى