أمبانى الأهرام كم من واعظ … صدع القلوب ولم يفه بلسانه
أذكرتنى قولا تقادم عهده … أين الذى الهرمان من بنيانه/
هن الجبال الشامخات تكاد أن … تمتد فوق الأرض عن كيوانه
لو أن كسرى جالس فى سفحها … لأجلّ مجلسه على إيوانه
ثبتت على حر الزمان وبرده … مددا ولم تأسف على حدثانه
والشمس فى إحراقها والريح عند … هبوبها والسيل فى جريانه
هل عابد قد خصها بعبادة … فبانى ذى الأهرام من أوثانه
أو قائل يقضى برجعى نفسه … من بعد فرقته إلى جثمانه
فاختارها لكنوزه ولجسمه … قبرا ليأمن من أذى طوفانه
أو أنها للسائرات مراصد … يختار راصدها أعز مكانه
أو أنها وصفت شئون كواكب … أحكام فرس الدهر أو يونانه
أو أنهم نقشوا على حيطانها … علما يحار الفكر فى تبيانه
فى قلب رائيها ليعلم نقشها … فكر يعض عليه طرف بنانه
انتهى.
وفى حسن المحاضرة للسيوطى قال ابن عبد الحكم: ولم أجد عند أحد من أهل المعرفة من أهل مصر فى الأهرام خبرا يثبت. وفى ذلك يقول الشاعر:
حسرت عقول أولى النهى الأهرام … واستصغرت لعظيمها الأجرام
ملس مؤنقة البناء شواهق … قصرت لعال دونهن سهام
لم أدر حين كبا التفكر دونها … واستوهمت لعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هن أم … طلسام رمل كن أم أعلام