وأكثر السياحين اليوم يصعدون على الهرم لإمكان ذلك بزوال الكسوة الملساء المصقولة. فالأن ترى المداميك مدرجة كالسلالم، عدتها فى الهرم الكبير مائتا مدماك فأكثر، يستغرق الرقى عليه نحو ساعة فلكية، وصعوده من زاوية الشمال الشرقى أقل تعبا من غيرها، وأصعب الجميع الصعود من الجهة الوسطى، فإنه يخشى سقوط الحجارة على الصاعد منها، ولا تحسن السرعة فى الصعود؛ فإن ذلك يوجب التعب، ويفوت الإطلاع على دقائق الهرم.
فإذا كان الإنسان فوق الهرم، رأى البلاد متقاربة وصغيرة كالحجارة الملقاة على الأرض، والحيوانات فى غاية الصغر، ورأى فضاء مستديرا بعضه أخضر - وهو أرض المزارع -، وبعضه أبيض - وهو الصحراء - ويرى أنها مكتنفة للخضرة من كل جهة، ولا يمنعها من الإستيلاء عليها إلا الماء والخلجان، وقد جرب أن القوى إذا رمى سهما أو حجرا من أعلى الهرم إلى أسفله، فإنه يقع على جرمه، ولا يصل إلى الأرض، وإذا رمى من أسفله إلى أعلاه فلا يصل الى نهايته.
وأما الطواف حول الهرم الكبير فإنه يستغرق نحو ربع ساعة مع سرعة السير لكثرة/ما حوله من كثبان الرمال، ويقرب منه فى جميع ذلك الهرم الثانى.
وأما مداميك الهرم الثالث فهى الآن ثمانية وسبعون، ارتفاع كل مدماك ٠،٦٨ من مائة من المتر، وفى جهته الشمالية فتحة يقال إنها من هدم مراد بك، أراد فتحه، فلم يتيسر له، والله أعلم.