أذرع، فتكون مساحة الجريب مائة قصبة مربعة أو عشرة آلاف ذراع. وحيث تبين أن القصبة المذكورة هنا هى القصبة الكبيرة، وكانت منقسمة الى ثلاثة أقسام - بناء على قول هارون الإسكندرى - وكل قسم منها خمسة أقدام، ويسمى بالخطوة المساحية، يكون ضلع الأرور بها ثلاثين خطوة، ومساحته تسعمائة خطوة، ثم إن الخطوة المساحية كانت نصف القصبة القديمة التى طولها عشرة أقدام، وكانت أصغر من القصبة التى كان يقاس بها الفدان بقدر ربعها، بمعنى أن القصبة التى وجدت فى وقت الفرنساوية كانت قصبة صغيرة وربعا.
ومما يجب ملاحظته أن نسبتها للذراع الصغير موافقة لنسبة الأخرى للذراع البلدى، فإن القصبة الصغيرة ستة أذرع وثلثان بالصغير، كما أن الكبيرة ستة أذرع وثلثان بالبلدى.
ومما سبق يعلم أن الجريب هو الأرور الدى ذكره هيرودوط لاشتماله على مساحة قدرها عشرة ألاف قدم عبارة عن مائة قدم فى مثلها، وكان الجريب يشملها مرتين وربعا، وكان ضلع هذه عسلة فى مثلها كما أن الجريب أشل فى نفسه. وقول قدامة أن الأشل ستون ذراعا، والجريب ستون ذراعا فى مثلها، أعنى ثلاثة آلاف وستمائة ذراع، يفيد أن مساحة الجريب أشل فى نفسه، كما قاله السموأل، وتكون الستون ذراعا المذكورة فى قول قدامة قدر المائة ذراع المذكورة فى قول السموأل، ويكون الذراع الذى قدر به الأول أكبر من الذراع الذى قدر به الثانى، ولا يصدق على هذين الذراعين إلا الذراع المعمارى والذراع العتيق؛ لأن مقدار الذراع الواحد المعمارى بالنسبة للمتر ٠،٧٧ م، والستون ذراعا به مائة ذراع بالعتيق الذى قدره ٤٦٢،. م كما قدمنا.
ومن هنا يعلم أنه لا فرق بين القولين، والإختلاف بينهما إنما نشأ من استعمال أذرع مختلفة بينها ارتباط تام ونسبة صحيحة، كما سنبينه. وحينئذ يعلم أن الذراع العتيق كان معلوما للعرب مستعملا بينهم فى سالف الأزمان