والجريب عبارة عن ٢٢،٥٠٠ قدم مربع أو ١٠،٠٠٠ ذراع مربع، وهو ٢٢٥ قصبة صغيرة طولها عشرة أقدام، أو ٩٠٠ نصف قصبة صغيرة.
ومن المسائح ربع الجريب، وهو إما ٢٥ قصبة كبيرة مربعة، أو ٢٥٠٠ ذراع مربع، أو ٢٢٥ خطوة مربعة. والقامة المربعة هى ربع الجزء المئينى للغلوة، وكان على مقتضاه تقدر التقاوى، فكان يلزمة ١/ ٨ من المد، أو خمسة ليورا، على قول هارون الإسكندرى، وحينئذ فكان تقاوى الجزء المئينى للغلوة نصف مد، أو عشرون ليورا، وبقدرها مرتين مد كامل، يعنى أربعين ليورا وهكذا.
والليورا المستعملة هنا هى الليورا الرومية؛ لأنه ورد عن مؤلفى الروم بالإتفاق، أنه فى ابتداء القرن الثالث من الميلاد كانت صدرت أوامر من طيوروز وأركاديوس وغيرهما من قياصرة الروم لجميع الجهات التابعة لدولتهم بإستعمال المكاييل والأقيسة الرومية، وكان وزن المد من البر الوارد لروما من الإسكندرية على قول يلين عشرين ليرا وعشرا ونصفا والمد المذكور فى عبارة يلين هو المد الرومى؛ بسبب أن الغلال الواردة لروما فى مينا الإسكندرية بعضها من الجهات البحرية، وهى أثقل فى الوزن من الواردة من الجهات القبلية، فيكون المد المصرى الذى استعمله هارون - وهو المد المستعمل فى تقاوى أرض مصر - أربعين ليورا كما قدمنا، ويكون المد الرومى نصف المد المصرى.
ومما سبق تعلم السهولة التى كانت عند المصريين فى تقدير المسائح جميعها صغيرة وكبيرة، وتقدير ما يلزم لها من التقاوى مثلا ربع الغلوة المربع يشمل ألفلين وخمسمائة قامة مربعة، ويلزم لكل خمسة وعشرين قامة مربعة ١/ ٨ من المد كما سبق، فتقاوى ألفين وخمسمائة، أو ربع الغلوة المربعة بالإمداد ثمن المائة أعنى إثنى عشر مدا ونصف مد، وكذا ما يلزم للأرور من البذر يستخرج بالسهولة أيضا لأن الأرور ربع تلك المساحة، فيلزم له من البذر ربع الإثنى عشر مدا ونصف، أو بنسبته الى الجزء المئينى.