فيقال مثلا الجريب عبارة عن مائتين وخمس وعشرين قصبة صغيرة مربعة والجزء المئينى للغلوة ست وثلاثون قصبة مربعة، وبنسبة بعضهما إلى بعض يحصل ثلاثة أمداد، وثمن مد، ويلزم للفدان القديم ٥،٥ أمداد مصرية، أو عشرة أمداد رومية، وهو قريب من نصف أردب، لأنه ظهر من التجربات التى أجرتها الإفرنج أن الأردب مائتان وأربعة وستون ليورا، من المسماة بالمركا، فيكون زنة النصف أردب مائة وثلاثا وعشرين ليورا منها. وهذه تعادل من الرومية مائتى ليورا بناء على التقدير الصحيح، فيكون النصف أردب خمسة أمداد رومية، أو عشر كيلات رومية من الكيلات المعروفة بالبواسق، التى كل ثلاثة منها قدم رومى مكعب. وحيث أن القدم المكعب يعادل سبعة وعشرين ليترا تقريبا، فالكيلة تسع ليترات، والعشر كيلات تسعين ليترا، وهو نصف الأردب المصرى الذى هو الذراع البلدى المكعب، ووجدوا مقداره مائة وأربعا وثمانين ليترا، ولعل هذا المد هو الكيلة البيتى المستعملة فى داخل البيوت بديار مصر وقت أن كانت الروم مسئولية عليها، وهى باقية الى الآن.
وفى القاموس نقلا عن قدامة الكاتب أن اسم الجريب يطلق على مكيال يسع أربعة أقفزة من الحب، وذكر المطرزى أنه كان فى الأصل يطلق على المكيال، ثم أطلق على مقدار من الأرض يستوعب ذلك القدر من الحب، ومن هذه العبارة تكون الأربعة أقفزة مساوية لثلاثة أمداد وثمن مد؛ لأن ذلك هو مقدار تقاوى الجريب.
وحيث تبين أن مقدار الأردب مائة وأربعة وثمانون ليترا بالكيل، وهذه تعدل ١٣٥ كيلوجرام بالوزن، فالمد أو الكيلة البيتى ١٣،٥ كيلوجرام، ويكون الأربعة أقفزة التى ذكرت سابقا لتقاوى الجريب من الأرض تساوى ٤٢،١٨٧٥ كيلو، ويكون مقدار القفيز ١٠،٥٤٦، وبمقارنة هذا المقدار بمقدار الكيلة المصرية التى الأردب بها إثنتا عشرة كيلة، ينتج أن القفيز أصغر منها بنصف قدح، ولا يكون هو القفيز المذكور فى كتب الفقه الذى هو إثنا عشر صاعا بصاع