والمستوى الجانبى المار بمحاور الآزاج إذا امتد إلى نحو البحر المالح يكون فى منتصف الوجه البحرى، والهرم الكبير هو مركز القوس المحدود به الوجه البحرى من جهة البحر المالح، وأحد قطرى قاعدة الهرم إذا امتدّ يمر بنهاية الوجه البحرى من الجهة الشرقية، والآخر يمر بنهايته من الجهة الغربية، والوجه البحرى جميعه يشغل وسط الأرض القارة من سطح الكرة الأرضية جميعها.
ثانيا: اتفق كثير من العلماء على أن أهرام سقارة أقدم الأهرام، والظاهر أن أقدم الجميع هو الهرم الكبير، من أهرام الجيزة، كما قاله العالم بسيوس وغيره.
ثالثا: فهم كثير من المؤلفين من كلام هيرودوط أنه يقول إن ضلع قاعدة الهرم مساوية لإرتفاعه، وإنه أخطأ فى ذلك، وبقى الحكم عليه بالخطأ إلى سنة ١٨٥٩، فتفطن العالم جون تيلور ودقق النظر فيما قاله هيرودوط، فرأى أن عبارته تفيد الأقيسة السطحية لا الخطية، وأن قصده أن المربع الذى ضلعه قدر إرتفاع الهرم، يساوى مساحة أى سطح من الأسطحة الأربعة المائلة.
وهذا صواب لا خطأ فيه، والذى أدّاه لهذا الفهم أنه رأى الهرم بناءا هندسيا به القوانين الهندسية، ووافقه على ذلك العالم الحيسوب جون هرسيل الإنكليزى. ومن حينئذ حصل التيقظ لقياس الهرم، وضبط أبعاده وزواياه.
وقد ظهر من الأقيسة المحررة المضبوطة أن ميل وجهه البحرى إحدى وخمسون درجة وست وأربعون دقيقة، وميل الوجه القبلى إحدى وخمسون درجة وتسع وثلاثون دقيقة، وميل الوجه الشرقى إحدى/وخمسون درجة وإثنتان وأربعون دقيقة، وميل الغربى إحدى وخمسون درجة وأربع وخمسون دقيقة، وذلك باعتبار حالته الراهنة بعد زوال الكسوة وبامتحان أحجار الكسوة التى وجدت محفوظة فى الأنطقخانة بلوندره، ظهر أن زاوية ميل الأوجه كانت إحدى وخمسين درجة وإحدى وخمسين دقيقة وأربع عشرة ثانية، وأن هذا