الميل يبتدئ من مستوى القاعدة المنحوتة فى الصخر، على ما حققه الأميرالاى هوارويز. وبذلك بطل القول بوجود جلسة يتكئ عليها الهرم، وممن قال بها العالم جومار.
رابعا: أختلف فى قياس ضلع القاعدة، فقال الفرنساوية إنها تسعة آلاف إصبع ومائة وثلاث وستون إصبعا من أصابع القدم الإنجليزى، وقال الميرالاى هوارويز إنها تسعة آلاف ومائة وثمان وستون إصبعا. وأقل ما قيل فيها تسعة آلاف ومائة وعشرة أصابع، وأكثر ما قيل فيها تسعة آلاف ومائة وسبعون إصبعا، والمتوسط الذى هو الأقرب للصواب تسعة آلاف ومائة وأربعون.
خامسا: إرتفاع الهرم خمسة آلاف وثمانمائة وتسعة عشر إصبعا إنكليزيا بقياس الفرنساوية، ويظن إنه كان قبل نقض أعلاه خمسة آلاف وثمانمائة وثمانية وثلاثين.
سادسا: ينتج من الأبعاد السابقة أن نسبة ضعف إرتفاع الهرم إلى محيط القاعدة، كنسبة واحد إلى (ط) - المعتبر عند المهندسين أنه النسبة بين كل محيط وقطره -، وأن نسبة مساحة القطاع الرأسى للهرم إلى نسبة مساحة القاعدة كنسبة واحد إلى (ط) أيضا، وإنك لو رسمت دائرة نصف قطرها إرتفاع الهرم، لكان محيطها قدر أربعة أضلاع الهرم.
وظهر من ذلك سبب اختيار زاوية الميل السابقة لأوجه الهرم، فإنك لو حسبت تلك الزاوية لوجدتها إحدى وخمسين درجة، وإحدى وخمسين دقيقة وأربع عشرة ثانية وثلاثة عشر جزءا من مائة من الثانية، وقد استدلوا على تلك الزاوية بآثار موجودة إلى الآن شرقى الهرم فى مقابلة ضلعه، وهى خطوط محفورة فى الصخر، منها ثلاثة عريضة، والرابع ضيق طويل، ومحاور جميعها إذا إمتدت تجتمع فى نقطة واحدة.
وبالقياس ظهر أن الزوايا الحاصلة من تقابل هذه الخطوط - ولو أنها فى سطح أفقى - لكنها مبينة لزاوية قاعدة الهرم، وزاوية رأسه على وجه الضبط،