للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد استكشف ويليان بيترى أن الدائرة المرسومة على أرض قاعدة الهرم التى نصف قطرها إرتفاع الهرم، تقطع أضلاع المربع، وتدخل عن زواياه، وتمر فى نقطة تقابل الخطوط المذكورة.

سابعا: نسبة إرتفاع الهرم إلى البعد المتوسط للشمس عن الأرض كنسبة واحد إلى عشرة مرفوعة إلى الدرجة التاسعة، يعنى أن البعد المتوسط بين الشمس والأرض مقدار ارتفاع الهرم ألف مليون مرة، وهذه النسبة بعينها واقعة بين الدائرة المكافئة لقاعدة الهرم المربعة، وبين المدار السنوى للأرض حول الشمس، وامتحان هذه القاعدة أنك لو ضربت إرتفاع الهرم - وهو خمسة آلاف وثمانمائة وتسعة عشر إصبعا - فى عشرة مرفوعة إلى الدرجة التاسعة، وقسمت الحاصل على عدد أصابع الميل الانكليزى - وهو ثلاثة وستون ألفا وثلاثمائة وستون إصبعا - لكان الناتج إحدا وتسعين مليونا وثمانمائة وأربعين ميلا انكليزيا، والبعد الذى كان معتبرا بين الشمس والأرض إلى غاية سنة ألف وثمانمائة وسبعة وستين ميلادية خمسة وتسعون مليونا ميلا إنكليزيا.

وبإجراء الحسابات الدقيقة من علماء الفلك بفرنسا وألمانيا والإنكليز وأمريكا. إتضح لهم زيادة هذا القدر عن الحقيقة، وأن الحق الذى يجب أن يعتبر فى هذا البعد دائر بين واحد وتسعين، واثنين وتسعين، وثلاثة وتسعين مليون ميل إنكليزى. وقد كان للأقدمين غفلة عن هذا التحقيق، حتى أنه كان فى آخر الألف الثانية من عمر الدنيا يظن أن البعد بينهما خمسة ملايين ميلا إنكليزيا فقط، وكان ذلك فى زمن كيلير العالم المشهور، ثم فى سلطنة لويس الرابع عشر من ملوك فرنسا، جعل سبعين مليونا بناء على تحقيق القسيس الفلكى كاى الذى أرسله هذا الملك الى رأس العشم، ثم تغير ذلك آخر القرن الثامن عشر من الميلاد إلى الخمسة والتسعين السابقة التى استنتجوها من مرور الزهرة على قرص الشمس. فانظر كيف كان علم بانى الهرم، وما استودعه فيه من الأسرار التى خفيت على أهل تلك الأحقاب حتى اضطربوا فى حساب ما بين الشمس والأرض، مع أن فى الهرم إشارة إليه يعرفها الحذاق.