للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشموم، وكان يقال له أبو الهول، ونصبوه بين الهرمين، وجعلوا يسجدون له، فصار أهل مصر ثلاث فرق ولم تزل الصابئة تعظم أبا الهول، وتقرب له الديكة البيض، وتبخره بالصندروس.

قال: ويقابله فى بر مصر قريبا من دار الملك صنم عظيم الخلقة والهيئة، متناسب الأعضاء كما وصف، وفى حجره مولود، وعلى رأسه ماجور الجميع صوان متين، يزعم الناس أنه امرأة وأنه سرية أبى الهول، وهى بدرب منسوب إليها ويقال لو وضع على رأس أبى الهول خيط ومد الى سريته، لكان على رأسهما مستقيما، ويقال إن أبا الهول طلسم الرمل يمنعه عن النيل وأن السرية طلسم الماء يمنعه عن مصر.

وقال ابن المتوج: زقاق الصنم هو الزقاق الشارع أوله بأول السوق الكبير بجوار درب عمار، ويعرف الصنم بسرية فرعون، وذكر أنه طلسم النيل لئلا يغلب على البلد، وقيل إن ظهر بلهيب - الذى عند الأهرام - يقابله ظهر بلهيب إلى الرمل، وظهر هذا الى النيل، وكل منهما مستقبل الشرق.

قال وفى زمننا كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام فى نحو من سنة ثمان وسبعمائة لتغيير/أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوه وجه أبى الهول وشعثه فهو على ذلك إلى اليوم. ومن حينئذ غلب الرمل على أراضى كثيرة من الجيزة. وأهل تلك النواحى يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضى فساد وجه أبى الهول، ولله عاقبة الأمور. وما أحسن قول ظافر الحداد.

تأمل هيئة الهرمين واعجب … وبينهما أبو الهول العجيب

كعمال يبتن على رحيل … بمحبوبين بينهما رقيب

وماء النيل تحتهما دموع … وصوت الريح عندهما نحيب

وظاهر سجن يوسف مثل صب … تخلف فهو محزون كئيب

انتهى.