عند المصريين قديما ببوباسط أو بباشت، وكانت هى أكبر المقدسين فى هذا الخط، وكان لها معبد فى رأس الخط كما قال اتيين البيزانتى.
ثم قال: وانظر ما المقصود من قولهم إن أبا الهول يحرس أوزريس، ويلاحظ، وأظن أن أوزريس كان يقدس فى المعبد الكبير الباقى أثره إلى الآن بقرب قاعدة الهرم الثانى بين أبى الهول والهرم، وأن أبا الهول كان شبيها بالمحضر الذى يجعله الملوك والأمراء لإدخال من يراد إدخاله أمامهم لمظلمة ونحوها، وفى زمن البطالسة أستبدل لفظ اوزوريس بسيرابيس، وفى زمن الرومانيين كان كل من الإسمين علما على الشمس انتهى.
وقال انيسير - فى سياحته بمصر - أن صورة أبى الهول تمثال للملوك، وكان يجعل عوضا عن كتابة ملك أو أمير، وحقق بعضهم أن هذا التمثال هو صورة تطموزيس الرابع، وبين رجليه لوح من حجر عليه كتابة هيروجليفية، وفى السطر الأعلى الظاهر من الرمل صورة تتكرر كثيرا فى المبانى المصرية، وهى صورة ملك يعبد نفسه، فيرى فى صورته البشرية أنه يقدس نفسه فى صورته الأزلية، وذلك من الخرافات العجيبة، وصورة تطموزيس مرسومة خلف الصورة المقدسة الواقعة بعد صورة أبى الهول.
ووجد أيضا على اللوح اسم الملك شغرين بانى الهرم الثانى، وهو يصحح قول هيرودوط وديودور المتقدم، ووجد لوح آخر عليه اسم الملك سيزستريس وتقديسه وخضوعه لأبى الهول المسمى هوروس يعنى الشمس، وهى المقدس الأكبر عندهم، وظلها على الأرض الملك. انتهى.