للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم من خيرات هذا العامل وما عمهم من فيوضات النيل المقدس -، رأوا من الواجب عليهم أن يقيموا علما من الحجر بقرب المقدس الأكبر الشمس هرمشيش، الذى عمتهم فيوضاته التى منها أن قيض لهم هذا العامل الذى جرى على يديه هذا الخير الكثير، وأن يكتبوا عليه ما يخلد ذكره إلى ما لا نهاية له، وأستأذنوا القيصر فى ذلك فأذن لهم، فنصبوا هذا العلم وكتبوا عليه ما أرادوا.

ومن ضمن ما كتبوا أنه: (أى هذا العامل) حضر بخطنا وعبد الشمس هرمشيس حارسنا ومنجينا، فانشرح صدره وازدادت عظمة الأهرام فى قلبه، فكان هو أول من كتب إلى القيصر بطلب صدور الأمر بإزالة ما تراكم حول الأهرام من الرمال.

ويستفاد من ذلك أن الرومانيين لم يهملوا أمر الترع والجسور، ولا أمر المعابد. وزعم لطرون أن الشطر الأول من كلمة هرمشيس - وهو هور مختصر من هوريس. وقد وجد فيما على أبى الهول من النقوش كلمة هورماشوا، وهو أيضا من أسماء الشمس، وبين الكلمتين تقارب.

وحينئذ فكان أبو الهول مقدسا معبودا للمصريين وكان تمثالا للشمس، ووجد كتابة عل الإصبع المنقول من تمثال أبى الهول إلى بلاد فرنسا [وهو اليوم فى باريس] من مضمونها: أن المقدسين لحبهم فى مصر التى يتحصل منها القمح صوروا جسدك الفخيم العظيم، وجعلوك فى هذا المتسع الواسع، وطردوا الرمال عن جزيرتك الصخرية، وأن هذا الجار الذى أعطته الآلهة للأهرام هو التابع المقدس للمقدسة لاطون، وهو الحارس للمحبوب المطلوب صاحب الخيرات ازريس المالك المعظم لأرض مصر ملك سكان السماء شبيه الشمس، وشبيه ولقان (ولقان من أسماء الشمس).

قال لطرون: ومما سبق يعلم أن أهل خط بوصير كانوا يقدسون المقدسة لاطون؛ فلذا كان هذا الخط يسمى خط لاطوبوليت، وإن لاطون هى المعبر