وبنى عدة قناطر، وندب لمعاينة الشلالات للوقوف على طريقة تسهيل عبور المراكب، فانحط رأيه على عمل هويسات هناك، وعمل لذلك رسما ومقايسة وقرارا، ولم يحفظ ذلك بمخازن الديوان ولم يجر به العمل.
وفى سنة إحدى وستين أعطيت له هذه القرية عهدة، وأحسن إليه بما فى أوسيتها من مواشى وآلات وأبنية وخلافها، وكان مرتبه شهريا ثلاثة آلاف غرش ديوانية غير التعيين، ثم أنعم عليه برتبة أميرالاى، وكان مرتب أميرالاى مائتى كيسة كل سنة، أعنى مائه ألف غرش ديوانى، غير التعيين البالغ نحو سبعمائة وخمسين غرشا، فعيّن مع موجيل بك فى بناء القناطر الخيرية، وأحيل عليه أيضا قناطر بحر الشرق.
وفى سنة ثلاث وستين أنعم عليه بناحية العصلوجى عهدة له بواسطة سر عسكر والد الخديوى إسماعيل باشا بعد أن طلب ذلك بنفسه، فبلغت عهدته فى القريتين ألف فدان وثمانمائة فدان، واستمر فى هذه الوظيفة إلى سنة سبع وستين، فتعين مفتش هندسة المنوفية والغربية فى زمن المرحوم عباس باشا.
وفى تلك المدة أحيل عليه رسم الجامع الأحمدى، فرسمه على الهيئة التى هو عليها الآن، وبعد تمام رسمه أنعم عليه بمائتى فدان، ولما عمل السكة الحديد من بنها إلى كفر الزيات رمى فيه بعض الناس بأنه أتلف أراضى كثيرة فى ذلك الجسر، فركب المرحوم عباس باشا ومر على ذلك الجسر بنفسه فأعجبه عمله واستحسنه، فأنعم عليه بمائتى فدان أخرى.
وفى تلك المدة أيضا - فضلا عن أعمال الأرياف من التطهيرات وبناء القناطر ونحو ذلك - أجرى أعمالا جليلة مثل القناطر التى تمر عليها السكة الحديد الواقعة فى حدود تفتيشه من بنها إلى كفر الزيات، ما عدا قناطر بحر بركة السبع، فإنها من رسم الإنجليز الذين حضروا من طرف استيفنسون، لأجل رسم السكة الحديد وتخطيطها من مصر إلى الإسكندرية.