وفى سنة ثلاث وسبعين فى عهد المرحوم سعيد باشا، ندب لمسح أراضى مديرية تفتيشه، وعين معه نحو خمسين مهندسا، عبارة عن عشرين ركابا، ونحو خمسين ركابا من المساحين، كل ركاب خمسة أشخاص مساحين وقصابين، وضابط ملكى أو جهادى، وعين أيضا على باشا شكرى مأمور تحقيق قضايا الأطيان بديوان يشتمل على عشرة ضباط، وعشرة كتبة، وأربعة من القواسة والسعاة، فصار مسح الأرض على الوجه المطلوب، وعملت التواريع والدفاتر ورسم خرطتها، ولم يبق تحت الإتمام إلا القليل. ووقف عمل المساحة سنة خمس وسبعين.
وفى أثناء ذلك - أعنى سنة ١٢٧٤ - أنعم عليه برتبة لواء. وفى تلك المدة أيضا نجز له ما كان أنعم عليه به المرحوم عباس باشا ولم يتم فى حياته، وهو إنه أعطى مائة فدان فى متروك بلده وثلاثمائة من زيادة المساحة فى بلاد المنوفية منها مائتان فى قرية سرس، وخمسون فى قرية فيشة، وخمسون فى كفرها، وفى تلك المدة أحيل عليه عمل خرطة برارى الغربية من دمياط إلى رشيد فأتمها على حسب الأمر. وهى الآن فى مخزن الأشغال.
وفى سنة خمس وسبعين عين لتفتيش هندسة قبلى، فبقى على ذلك نحو ثلاث سنين، ثم عزل ولزم بيته إلى أن تولى الخديوى إسماعيل باشا سنة تسع وسبعين فجعله مفتش هندسة وجه قبلى ثانيا.
وفى سنة أربع وثمانين أمر بعمل تصميم على الترعة الإبراهيمية، فرسم من أسيوط إلى جسر كوم الصعائدة الفاصل بين مديريتى المنية وبنى سويف، وأما رسمها من جسر كوم الصعائدة إلى القناطرة الخيرية، فكان بمعرفة ثاقب باشا ﵀، وبعد عمل الرسومات والقرارات اللازمة عرضت على الخديوى، فأعجبته ووقعت منه موقع القبول، وصار الشروع فى العمل، فتم منها من أسيوط إلى المنية، وبعد انتقاله من التفتيش وتعين حضرة سلامة