ولازمه، واعتنى به الشيخ وزوّجه إحدى بناته، وبشره بأنه سيسود ويكون شيخا /على الجامع الأزهر، فظهر ذلك بعد وفاته بمدة لما توفى الشيخ أحمد الدمنهورى شيخ الجامع.
واختلفوا فى تولية الشيخ، فوقعت الإشارة عليه، واجتمعوا بمقام الإمام الشافعى ﵁، واختاروا المترجم للمشيخة، فصار شيخ الأزهر على الإطلاق، ورئيسه بالاتفاق، يدرس ويعيد ويملى ويفيد، وكان رقيق الطباع، مليح الأوضاع، لطيفا مهذبا، فيه عفة وديانة، ودقة وأمانة. واستمر على ذلك إلى أن توفى فى شهر شعبان من سنة ثمان ومائتين وألف، وصلى عليه بالأزهر ودفن بمدفن صهره الشيخ العريان.
ومن تآليفه: شرح على نظم التنوير فى إسقاط التدبير، وحاشية على الملوى على السمرقندية وغير ذلك. انتهى.
وكان ذا إقدام وجراءة على الأمراء، سيما فى السعى فى المصالح العمومية، ففى تاريخ الجبرتى أيضا ما محصله أنه بعد أن ارتحل حسن باشا القبطان إلى بلاد الروم، كما سطرناه فى الكلام على محلة العلويين، لم تنقطع الفتن، واستمر إبراهيم بك ومراد بك ورجالهما يعيثون فى بلاد الصعيد بالفساد وقطع الطريق، واشتغل عبدى باشا بعمل المتاريس فى بر الجيزة وطرا ومصر القديمة، وطلب عرب البحيرة والهنادى ليستعين بهم فانتشروا بأخلاطهم فى بلاد الصعيد بالفساد وقطع الطريق، واشتغل عبدى باشا بعمل المتاريس فى بر بلاد البحيرة من رشيد إلى الجيزة، وكذلك فعل عرب الشرق بالبر الشرقى، ورشوان باشا البحار ببلاد المنوفية والغربية، وأفسدوا فى الأرض، فتعطل السير برا وبحرا ولو بالخفارة، حتى إن الإنسان يخاف أن يذهب من المدينة إلى بولاق أو خارج باب النصر.،
ومن كل ذلك حصل وقف الحال وضيق المعاش سيما فى مدينة مصر، وانقطعت الطرق، وامتنعت السبل، وعدم الأمن، وانقطعت الأرزاق المجلوبة