أفندى، وجعل القاضى شمس الدين محمد الحلينى الشافعى نائبا عن القاضى فتح الله، ثم جعل القاضى أبا الفتح المالكى نائبا فى الحكم على قاعدة مذهبه، والقاضى نظام الدين الحنبلى نائبا فى الحكم على مذهبه، ومرجع الجميع إلى قاضى العسكر، ورسم للرسل والوكلاء الذين بالمدرسة الصالحية إذا وقفوا قدامه أن يأخذوا بأيديهم العصى، فاجتمع بالصالحية فوق الستين رسولا، ثم أقام شخصا روميا سماه قسام التركات، وجعل على التركة الخمس لبيت المال عند وجود الورثة، وأمر بالنداء فى القاهرة أن لا يعقد أحد عقد، ولا يكتب وصية، ولا أجازة، ولا مبايعة ولا شيئا إلا فى المدرسة الصالحية عند القاضى صالح أفندى، فشق أمر الزواج على الناس واختاروا العزوبة.
وفى يوم الثلاثاء خامس عشر الشهر عزل شمس الدين الحلبى، وقرر عوضه القاضى شجاع الدين، وجعله متحدثا على أوقاف الجوامع والمدارس، ومعالم الأنظار، وأحضر الجباة وأمرهم أن يرفعوا إليه حساب الأوقاف، وقدر معاليم الأنظار، ورسم بأخذ الخلاوى التى فى البرقوقية والأشرقية والغورية وغيرها من المدارس، وأنزل فيها جماعة من الأروام الأوجاقية، ورسم نائبه القاضى صالح أفندى أن لا يأخذ الرسول فى أمر يتوجه إليه أكثر من نصف فضة من الفضة الجديدة - وهى بنصفين - وجعل على من يتزوج بكرا ثلاثة وأربعين نصفا، ويغرم للشهود والعاقد مثل ذلك، وهذا فى عوام الناس، وأما الرؤساء والأكابر فشئ غير ذلك. وقرر على كل شهادة تقع فى المدرسة الصالحية قدرا معلوما بحسب الدعوى من ثقيلة أو خفيفة.
وفى يوم الخميس نودى بالقاهرة بأمر ملك الأمراء وقاضى العسكر أن لا تخرج إمرأة الى السوق إلا العجائز، وكل من خالفت بعد ذلك تضرب وتربط من شعرها فى ذيل كديش ويطاف بها فى القاهرة.
واتفق يوما لقاضى العسكر فى طلوعه إلى القلعة أن وجد نسوة يتحدثن فى السوق مع الأسباهية فعز ذلك عليه، ولما طلع القلعة قال لملك الأمراء إن