للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقد كان للقوم بطش، لم يكن لغيرهم، وأن آثارهم لبينة مثل الأهرام والأعلام والإسكندرية، وما فى صحارى الشرق، والجبال المنحوتة، التى جعلوا كنوزهم فيها، والأودية المنحوتة، وما بالصعيد من البرابى، وما نقشوه عليها من حكمتهم.

وأما الواحات الخارجة فقال ابن وصيف شاه: إن البودسير أحد ملوك القبط الأول قفطريم، وهو ابن قفطريم بن قبطيم بن مصرايم بن بيصر بن حام ابن نوح ، أراد أن يسير مغربا لينظر إلى ما هنالك، فوقع على أرض واسعة، متخرقة بالمياه، والعيون كثيرة العشب، فبنى فيها منائر ومتنزهات، وأقام فيها جماعة من أهل بيته، فعمروا تلك النواحى، وبنوا فيها: حتى صارت أرض الغرب عمارة كلها/وأقامت كذلك مدة كثيرة، وخالطهم البربر، فنكح بعضهم من بعض، ثم إنهم تحاسدوا، وبغى بعضهم على بعض، وكانت بينهم حروب، فخرب ذلك البلد، وباد أهله، إلا بقية منازل، تسمى الواحات، وقال المسعودى: وأما بلاد الواحات فهى بين بلاد مصر والإسكندرية، وصعيد مصر، والغرب، وأرض الأحابش من النوبة وغيرهم، وبها أرض شبية، وزاجية، وعيون حامضة، وغير ذلك من الطعوم، وصاحب الواحات فى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، عبد الملك بن مروان، وهو رجل من لواته، إلا أنه مروانى المذهب، ويركب فى آلاف من الناس، خيلا ونجبا، وبينه وبين الأحابش نحو من ستة أيام، وكذلك بينه وبين سائر ما ذكرنا من العمائر، هذا المقدار من المسافة، وفى أرضه خواص وعجائب، وهو بلد قائم بنفسه، غير متصل بغيره، ولا يفتقر إليه، ويحمل من أرضه التمر والزبيب والعناب، وحدثنى وكيل أبى الشيخ المعز حسام الدين عمرو بن محمد بن زنكى الشهرزورى: أنه سمع أنه فى بلاد الواحات، شجرة نارنج، يقطف منها فى السنة الواحدة أربعة عشر ألف حبة نارنج صفراء، سوى ما يتناثر، وسوى ما هو أخضر، فلم أصدق ذلك لغرابته، وقمت حتى شاهدت