الشجرة، فإذا هى كأعظم ما يكون من شجر الجميز بمصر، وسألت مستوفى البلد عنها، فأحضر إلى جرائد حسباناته، وتصفحها حتى أوقفنى على أن منها فى سنة كذا قطف من النارنجة الفلانية، أربعة عشر ألف حبة، مستوية صفراء، سوى ما بقى عليها من الأخضر، وسوى ما تناثر منها، وهو صغير.
وفى سنة تسع وثلاثين وثلثمائة سار ملك النوبة فى جيش عظيم إلى الواحات، فأوقع بأهلها، وقتل منها، وأسر كثيرا. انتهى. مقريزى باختصار.
وقال أبو الفداء: إن الواحات من ضمن أعمال الصعيد وهى فى وسط الرمل، شبه الجزائر، يسير المسافر فيها ثلاثة أيام فى الجبل؛ حتى يصلها، وهى ثلاث واحات، كلها واقعة غربى الصعيد، خلف الجبل الموازى للنيل.
وفى كتاب تقويم البلدان، الواحات بلاد بديار مصر، كثيرة النخيل، والمياه الجارية، من عيون هناك، ويحيط بالواحات البرارى كالجزيرة فى وسط رمال ومفاوز، وبينها وبين الصعيد مفازة ثلاثة أيام، وقال فى اللباب: ألواح بفتح الألف وسكون اللام وفتح الواو، وفى آخرها حاء مهملة: بلدة بنواحي مصر، مما يلى برية طريق المغرب، وقال ياقوت فى المشترك: واحات بغير ألف ولام، ثلاث كور فى غربى صعيد مصر، خلف الجبل الممتد، بإزاء جريان النيل. قال: ويقال لها واح الأولى، وواح الوسطى، وواح القصوى، وأعمرها الأولى، وبها أنهار وحمامات سخنة وعجائب، وبها زروع ونخيل كثير، وأهلها أهل قشف فى العيش. وقال: بعض من سافر إلى تلك الجهات فى وقتنا هذا، إن خلف الجبل الغربى من ريف مصر محلات منخفضة، فى أحد حدودها تلول مرتفعة، وفى الحد الآخر الجبل، وبها عيون، يسبح منها الماء على وجه الأرض، تعرف قديما بالواحات، وبها بساتين ونخيل كثير، وأرضها صالحة للزراعة، وبها آثار تدل على أنها كانت معمورة بأناس أكثر من أهلها اليوم، وبينها وبين ريف مصر طرق متعددة.