وتنقسم إلى واحات بحرية، وواحات قبلية، وتنقسم القبلية إلى داخلة وخارجة، فالواحات البحرية، وهى الواحات الصغرى، أولها فى محاذاة ناحية سمالوط، التى فى مديرية المنية، وهى خمس قرى. منديشة، والذبو، ومنديشة العجوز، والباويط، والقصر.
وفى تلك القرى يزرع الشعير والأرز، والبرسيم الحجازى، وقليل من القمح وتزرع البامية والملوحية، والبصل والقرع، والقثائى وبساتينها ذوات فواكه كثيرة، وبالقرب منها أودية متسعة، بها الماء والمرعى، وربما زرع فيها الأرز، فمنها وادى الحارة، لأصل منديشة، وعيون بيجوم لأصل الذبو، والحيوز لأصل القصر، ومن الطرق الموصلة من مصر إليها، طريق يخرج من الفيوم، أوله من وادى الريان، ومسيرته ثلاثة أيام فى الجبل، بلا ماء ولا مرعى، فلا بد لسالكه من استصحاب ما يحتاجه، وبعد أن يسير من وادى الريان خمسة عشر فرسخا فى الجنوب الشرقى، يجد آثار دير قديم به كنيستان، فيها صور الحواريين والقديسين، وكتابة قبطية، وذلك فى واد يسمى بالمويلح، ومنها طريق بين البهنسا، ودلجة فى الجبل-أيضا-مسيرة ثلاثة أيام أو أكثر، بلا ماء ولا مرعى، وبعض الناس يسمى هذه الواحات واحات البهنسا، وبينها وبين الواحات القبلية، فى الطريق التى بينهما بلدة صغيرة، عامرة تعرف: بالفرافرة بفاءين بينهما راء مهملة، فألف وبعد الثانية راء مهملة وهاء تأنيث، يزرع فيها الذرة، زيادة عن المزروعات المارة، وفيها شجر الخرنوب، وبالقرب منها واد متسع يعرف بوادى أبى حنس، به نخيل كثير، غير مملوك، وعيون ماء كذلك، قيل: إن عدد نخيله يزيد عن ستة آلاف نخلة، تأتى إليه عرب البادية وغيرهم، فيأخذون منه التمر والليف والجريد.
والخارج من الواحات البحرية إليها، يبيت فى جمعان، ثم فى وادى أبى حنس، ثم فيها ومنها إلى الواحات القبلية، يبيت فى الكرادين، ثم يسير فى الجبل ثلاثة أيام.