وأما الواحات القبلية ففى غربى الجبل أيضا، تجاه ما بين مدينة/أسيوط وإسنا، فالداخلة منها عشر قرى، عدة أهلها الآن ثلاثة عشر ألف نفس، ومائة وثلاث وخمسون نفسا، وهى بلاط، وبدخلو وإسمت، والقصر، والمعصرة، وقلمون، وموط، والهنداوى، والجديدة، والمنديشة، وأكثر تلك القرى أشجار، وعمارة ناحية القصر، فى حدائقها المشمش، والبرتقال، والرمان، والعنب، والعناب، والتين والزيتون، والموز، والبرقوق، والتفاح، والكمثرى والنبق، وغير ذلك.
ويليها فى العمارة قرية قلمون، وعلى خمسة أميال من القصر فى الجنوب الغربى، هيكل رومانى، عليه نقوش، فيها اسم القيصر نيرون، والقيصر طيطوس، وبعض علامات فلكية، وعلى عشرة أميال من قلمون مشرقا، قرية إسمنت، ومن إسمنت إلى بلاط كذلك. وبقرية بدخلو طائفة يقال لهم الشربجية، يزعمون أنهم من ذرية المحافظين، الذين كانوا زمن السلاطين الجراكسة، ولهم الآن اعتبار، ويتجملون دائما بالملابس، وهذه الواحات تابعة لمديرية أسيوط، ومنها إليها طريق يسمى بالدرب الطويل، يبتدئ من ناحية بني عدى، مسيرته خمسة أيام فى الجبل، من غير ماء ولا مرعى، وينزل على ناحية بلاط.
وفى تلك الواحات أربعمائة وأربع وستون عينا، تسبح على الأرض، وتزرع عليها أصناف المزروعات، ويسقى بها النخيل والأشجار، وربما اشترك جماعة فى عين، فيقتسمون الماء، لسقى زروعهم ونخيلهم.
واعلم أن الأموال المخصصة عليهم للديوان، وهى فى وقتنا هذا: أربعة وثمانون ألف قرش، وستمائة قرش، وأحد عشر قرشا، غير خراج النخيل، ونحوه ليست مخصصة على الأطيان، كبلاد الريف، بل على العيون، بحسب قراريط الماء.