وأما الطريق التى فى الغرب فهى رملية، سهلة السلوك، لا صعود فيها ولا هبوط، ولا خشونة إلا قليلا مع زيادة الأمن، فلذا كانت أكثر استعمالا من الشرقية، ومسافتها اثنا عشر يوما بسير القافلة وتسعة أيام بسير الهجين المعتاد، وستة بسير هجين البوسطة ويمكن السير فيها بلا خبير لوضوحها، وإن كانت العادة أن السير فى تلك الطرق بالخبير؛ لأن له منافع غير الدلالة على الطريق، كحمل أثقال المسافرين إذا عطبت رواحلهم، وضبط مسيرهم، ونزولهم سيما إذا كانوا من طرف الحكومة، وعوائدهم فى ورود النيل، وحمل الماء وفى قدر الأجرة، وما يحمله البعير، وغير ذلك كعوائد الطريق الشرقية سواء بسواء، ويلزم حمل مؤنة الجمال أيضا لعدم وجود حشائش أو أشجار تقتاتها/الإبل فى الطريق، وكذلك الطريق الشرقية، وتمرّ تلك الطريق على ناحية (سمنة) وهى قرية صغيرة فى البر الغربى على شط النيل، أطيانها نحو أربعة وثلاثين فدانا، ونخيلها نحو تسع وستين نخلة، وسواقيها نحو عشر، وأهلها نحو مائة وثلاثين نفسا، وتجاهها فى البر الشرقى قرية تسمى (سمنة الشرقية) وعندها شلال يسمى (شلال سمنة) وهو صعب النزول والصعود، وله ثلاثة أبواب، وبالقرب من (سمنة الغربية بربى) تضاف إليها وهى محل على شط النيل طوله نحو عشرين مترا فى عرض تسعة أمتار، مبنى من حجر الصوان الأحمر، طول كل حجر نحو خمسة أمتار فى عرض مترين، وسمك مترين وسقفه من أحجار، وطول الواحد بقدر عرض البربى، وفيها نقوش هيروجليفية ملونة بألوان مختلفة، وفى الجهة الشرقية صف أعمدة، ويظهر أن هذه الأحجار منقولة لعدم وجود مثلها فى تلك الجهة، وإنما هى تشبه أحجار بربى أنس الوجود، أو جبل أسوان، وفيها هواء معتدل جالب للصحة مثل هواء البساتين، وفى جنوبها بنحو ثلثى ساعة قرية صغيرة تسمى (كنتكول) على الشط الغربى أيضا، أبنيتها من الطين غير المضروب، وأغلبها بدون سقوف، وارتفاع أبوابها نحو متر، وعليها أبواب من جريد النخل أو خشبه أو خشب السنط، ولا يوجد