جملة آبار مع الرهبان ويقال إن الماء بهذه الصحراء قليل، وما يوجد منه له رائحة كريهة تشبه رائحة القار، ووادى النطرون هذا هو غير جبل نطرية، أى وادى النطرون الحقيقى. انتهى.
وقال المقريزى: إن وادى هبيب بالجانب الغربى من أرض مصر فيما بين مريوط والفيوم يجلب منه الملح والنطرون، عرف بهبيب بن معقل بن الواقعة بن حزام بن عفان الغفارى أحد أصحاب رسول الله ﷺ شهد فتح مكة وروى عنه أبو تميم الجيشانى، وأسلم مولى نجيب، وسعيد بن عبد الرحمن/ الغفارى وكان قد اعتزل عند فتنة عثمان ﵁ بهذا الوادى فعرف به، وكان لا يفرق بين قضاء دين رمضان، ويجمع بين الصلاتين فى السفر، ويقال لهذا الوادى أيضا وادى الملوك ووادى النطرون. وبرية شيهاب (شيهات) وبربة الأسقيط وميزان القلوب، وكان به مائة دير للنصارى وبقى به سبعة ديور. قال:
وذكرت عند ذكر الأديار من هذا الكتاب، وهو واد كثير الفوائد فيه النطرون، ويتحصل منه مال كثير، وفيه الملح الأندرانى والملح السلطانى (النطرون الأحمر) وهو على هيئة ألواح الرخام، وفيه الوكت (التوتيا)، والكحل الأسود، ومعمل الزجاج، وفيه الماسكة وهو طين أصفر فى داخل حجر أسود يحك فى الماء، ويشرب لوجع المعدة، وفيه البردى أى السمار لعمل الحصر، وفيه عين الغراب، وهو ماء فى هيئة البركة، وطولها نحو خمسة عشر ذراعا فى عرض خمسة أذرع فى غار بالجبل، لا يعلم من أين يأتى ولا إلى أين يذهب؟ وهو حلو رائق، ويذكر أنه خرج من هناك سبعون ألف راهب، بيد كل واحد عكاز، فتلقوا عمرو بن العاص بالطرانة مرجعه من الإسكندرية، يطلبون منه الأمان على أنفسهم وأديارهم، فكتب لهم بذلك أمانا بقى عندهم، وكتب لهم أيضا بجراية الوجه البحرى، فاستمرت بأيديهم، وأن جرايتهم جاءت فى سنة زيادة على خمسة آلاف أردب، وهى الآن لا تبلغ مائة أردب.