للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو لا يختلف عن السابق إلا بكون الخشبة الصغيرة عوضا عن أن تكون قائمة على نهاية الأخرى جعلت قائمة عليها فى جزء منها. وفى بعض المبانى وجدت الصورة بهذه الكيفية تارة وجدت آلة المقياس فى وسط إناء هكذا شكله مأخوذ من شكل زهرة اللينوفر التى كان المصريون يجعلونها علما على النيل بسبب كثرة نبتها فى شواطئه فى تلك الأزمان، ولا بد أن تسمية هذه النباتة عند المصريين فى زماننا بعرائس النيل مأخوذة من هذه النسبة. وغير الأشكال الماضية توجد هذه الأشكال الثلاثة وهى غير الأشكال السابقة بإضافة حلقة. وجميع العارفين بالأمور القديمة يطلقون عليها اسم «مفتاح النيل» ويقولون: إن المصريين كانوا يتيمنون به ويجعلون منه صورا تأخذها المرضى وتجعلها فى أعناقهم بقصد الشفاء من الأمراض.

وفى بعض المبانى تكون صورة الحلقة غير مستديرة ويكون المفتاح/بهذه الصورة فى أعلاها توجد هذه العلامة (١) التى هى فى كتابة المصريين دليل على الماء، وفى قاع الإناء توجد صورة، وقد وجد مفتاح النيل على شئ يشبه القارب وبحذائه صورة هكذا وجد أيضا بحذاء شئ يشبه السفينة هكذا والأول يدل على الفيضان فى مبدئه، والثانى يدل على الفيضان فى آخره، وزعم بعضهم أن الزيادة الموجودة فوق القائم على السفينة فى الشكل الثانى تدل على رأس الهدهد، ويقولون: إن هذا الطير كان عند المصريين علامة على هبوب الرياح الجنوبية التى تساعد نزول زيادة مياه النيل على الأراضى فتنكشف، وتمسح، وتزرع، والأسباب التى أسس عليها العارفون باللغة القديمة المصرية ذلك هى قولهم: إن الهدهد ينزل وقت نزول مياه النيل من بلاد الحبشة إلى الأقاليم القبلية من الديار المصرية، ويسير إلى الأقاليم البحرية مع مياه النهر لأجل أن يلتقط الدود الذي يظهر فى الطين من فعل الحرارة عليه، بعد تجرده عن ماء النيل.


(١) بياض فى الأصل.