للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملخص تاريخها للوقوف على بعض أحوالها وحوادثها، من وقت حدوث الملة الإسلامية إلى الآن. ويستفاد من المقريزى فى الخطط عن ابن المتوج وغيره أن الروم تحصنت بها لما فتح عمرو بن العاص مصر، وأقاموا بها مدة طويلة، وبعد ذلك تركوها، فخرب عمرو بن العاص بعض أبراجها وأسوارها وكانت مستديرة عليها، ومن ذلك يعلم أنها كانت من النقط الحصينة، وكانت فى مقابلة الحصن الشرقى الكائن فى بر مصر، وكان على فرع النيل الفاصل بينهما جسر أى قنطرة مجعولة من المراكب، أمر بقطع الجسر المذكور المقوقس حين ترك الحصن وانتقل إلى الجزيرة مع جماعة من رجاله كما نقل ذلك المقريزى عن ابن عبد الحكم، وبناء على ذلك يعلم أن هذه الجزيرة كانت مهتما بها فى الأزمان المتقدمة على زمن فتوح المسلمين، وكانت عامرة بالناس والمزارع، ويظن أن النيل كان يقاس بها فى مقياس فى جهتها القبلية، فاختار المسلمون موضعه، وبنوا المقياس الجديد الذى وضع فى زمن الخليفة [سليمان] (١) بن عبد الملك، والذى يؤدى إلى هذا الظن ما ذكره هيرودوط السياح، وقدمناه فيما سبق، وما هو متواتر بين الناس إلى الآن فى تسمية المصطبة الموجودة خلف الرصيف المقابل لمصر العتيقة تحت العيون الموصلة الماء للمقياس «بمصطبة فرعون»، وأظن أن هذا الرصيف كان قديما موروثا عن الأزمان القديمة، وعلى كل فقد يعلم مما ذكره المقريزى فى خططه، أن هذه الجزيرة تقلبت عند كل انقلاب حصل فى الديار المصرية، إلى صور غير صورتها الأولى، فكانت بعد الفتح فى زمن عبد العزيز بن مروان أمير مصر عامرة بالدور المشرفة على النيل من كل جهة، وكان بها خمسمائة فاعل مخصوصة بحصول حريق أو هدم يقع فى البلد، وكانت الصناعة أى الترسانة بها من سنة أربع وخمسين واستمرت إلى أيام الإخشيد؛


(١) فى الأصل شليماز. تحريف.