ابتداء مستوى الأرض إلى السطح، والارتفاع من ابتداء قاع الحوض إلى رأس القبة المغطى بها الحوض، قريب من أربعة وعشرين مترا وستين سنتيمترا، وباب الدخول للمقياس عرضه متر وثلاثون سنتيمترا، ويتوصل منه لدهليز المقياس، الذى عرضه ستة أمتار وستون سنتيمترا، وعمقه أربعة أمتار، وفى مقابلة هذا الباب باب آخر، عرضه متر وعشرون سنتيمترا، يتوصل منه إلى دهليز آخر يحيط بحوض المقياس الذى فيه العمود المقسم، وحول الحوض فى جزئه الأعلى أربعة أكتاف فى الزوايا، منفصل كل منها بعمودين من الرخام من/قطعة واحدة، قطر كل منها أربعون سنتيمترا وهو متوج بتاج كورنتى من الرخام أيضا، ومتكئ على كرسى من الرخام، وفى المسافة الكائنة بين الأكتاف والأعمدة درابزين من خشب ارتفاعه متر وعشرون سنتيمترا.
والآن جميع الأعمدة والأكتاف أزيلت واستبدلت بأعمدة من خشب، متسلطة عليها حوادث الشتاء والصيف.
وكان يوجد على يمين الداخل فى الدهليز الثانى لوح من الرخام الأبيض داخل فى الحائط ارتفاعه ثمانية وستون سنتيمترا، وعرضه اثنان وثلاثون سنتيمترا، ومنقور عليه كتابة قرماطية وهى:
«بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقى إلا بالله، إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين، نصر من الله وفتح قريب، لعبد الله ووليه معدّ أبى تميم، الإمام المستنصر بالله وأبنائه الأكرمين.
أمر بإنشاء هذا الجامع قبلة السيد الأجل أمير الجيوش، سيف الإسلام، ناصر الأنام، كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين: أبو النجم بدر المستنصرين؛ عضد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين، وأدام قدرته، وأعلى كلمته. فى رجب سنة خمس وثمانين وأربعمائة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين».