وفى الدهليز المذكور باب آخر فى الجانب الشرقى، كان يتوصل منه إلى سراى نجم الدين القديمة، والسلالم الموصلة لحوض المقياس، موجودة فى زاوية الدهليز القبلية الشرقية، ودرجات السلم غير متساوية، وكذا بسطه، ومتى وصل الإنسان إلى قاع الحوض، يكون قد انحط عن أرض الدهليز الداخل بقدر عشرة أمتار وعشرين سنتيمترا، ويرى حينئذ العمود - الذى عليه التقاسيم - القائم فى وسط الحوض على كرسى ارتفاعه متر وعشرون سنتيمترا، والعمود المذكور مرتفع إلى آخر الحوض، وله أوجه ثمانية، وقطره ثمانية وأربعون سنتيمترا، وعرض كل من الأوجه ثمانية عشر سنتيمترا، وهو مقسوم إلى ستة عشر ذراعا بعلامات موجودة على البدن من ابتداء أسفله إلى آخره. وأقسام الأصابع الأربعة والعشرين مرسومة فوقه بخطوط أى حزوز، طولها نصف حزوز الأذرع، وكل أربعة منها موجودة فى ناحية من خط رأسى قاسم للوجه إلى قسمين. وفى الزمن السابق انكسر العمود من وسطه عند الذراع التاسع، وحصل لحام النصفين ووصلهما بطوق من النحاس. والآن - يعنى العاشر من ربيع الآخر سنة تسعين ومائتين وألف هلالية - السلالم المذكورة موجودة بالشكل الذى وضعتها الفرنساوية عليه، والعمود كذلك، لكن به ميل خفيف من جهة الكسر الموجود به قديما، والتاج الرخام الكورنتى استبدل بأربع بسطات من حجر أحمر، والعتب فوق البسطات المذكورة، لكن ليس هو العتب القديم بل عتب جديد يظهر أنه وضع فى زمن بناء سراى حسن باشا أو قبله.
وبنى الشيخ خادم المقياس فوق العتب بناء بالطوب، وطلاه بالخافقى، ورفعه إلى حدود الأربعة والعشرين ذراعا، ويظهر أنه كان فى الأصل كتابة عند كل ذراع، لكن بسبب اصطكاك المياه أزيلت كتابة الأذرع السفلية، والذى أمكن قراءته هو الكتابة الموجودة على الثلاثة الأذرع الأخيرة، وهذه