للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتابة كوفية، وهى سبعة عشر ذراعا، ستة عشر ذراعا، خمسة عشر ذراعا.

والذراع الأخير الموجود تحت التاج منته بزينة على هيئة عقود، فى وسطها نقوش وأزهار مرتفعة إلى استواء سطح البدن، يعنى مساوية له لا تزيد عليه، والكتابة المذكورة توجد فى منتصف العقود، وهى مرتفعة ومكررة فى أربعة أوجه من البدن، وفيها توجد حزوز الذراع والأصابع، وفى الأربعة الأخر توجد الأصابع فقط، وفوق البدن تاج كورنتى من الرخام الأبيض، يظهر أنه كان مذهبا فى الزمن القديم، وزال طلاؤه من مرور الزمن عليه، وفوق التاج المذكور كان العتب الخشب القديم لضبط العمود فى مكانه، حتى لا يتحول. وطرفا العتب المذكور أحدهما مثبت فى الحائط الشرقى والآخر فى الحائط الغربى للحوض، وسطحه الأعلى مع سطح الدهليز. وكان على العتب القديم وقت دخول الفرنساوية من الجهتين كتابة عربية اثنى عشر سطرا، وهى على الوجه القبلى ﴿اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (١). «وصلى الله على محمد النبى وعلى آله وسلم. (فى جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين».

وهذه الكتابة بخط الثلث، وكانت بعينها مكتوبة بالكوفى وقت بناء المقياس، ويشهد لذلك ما نقلناه عن ابن خلكان، ويعلم منه أن الكتابة الثلث حادثة ومتأخرة، ويعلم منه أيضا أنه حصل فى الأزمان/السالفة تلف للعتب، وصار تغييره، وتغيرت بهذا السبب الكتابة الكوفية، والذى يستحق النظر بعد العمود هو المجارى الثلاثة الموصلة ماء النيل إلى الحوض، المجراة


(١) سورة البقرة، الآية ٢٥٥.