النعمة فى هذه الديار، ويكون لسان حال مهرجان النيل ناطقا بالشكر والثناء الجميل للعائلة المحمدية العلوية.
وهاك شرح الجارى الآن، يعنى سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف هلالية، وهو أنه متى بلغ النيل فى مقياس الروضة فوق خمسة عشر ذراعا وبعض أصابع، تحرر من طرف المحافظة ثلاثة خطابات:
الأول: إلى ديوان الأشغال العمومية.
والثانى: إلى ديوان الانجرارية.
والثالث: لشيخ المنادين.
ويعين فى خطاب الأشغال: يوم مرور الرايات بشوارع القاهرة وحاراتها، ويوم وفاء النيل، وهو يحرّر من طرفه إعلانات إلى مشايخ الطوائف جميعها الملحقين به من بنائين وحجارين ونحاتين وجيارين وجباسين ونجارين ومقدّمين وخراطين وحدادين وقمراتية وسباكين وسمكرية وغيرهم، يعين فيه لهم يوم مرور الرايات الموافق كذا من الشهر، ويأمرهم بالتوجه إلى منزل المعمار بالملابس الحسنة والركائب المزينة.
وفى خطاب الانجرارية: يخبر فيه مأمور الانجرارية بإحضار العقبة وتزيين حبالها وصواريها بالرايات، وتعليق القناديل والفوانيس الورق الملوّنة وغيرها، وبوضع المزيكة والآلات. ثم يكون خلف مسير الموكب فى العقبة المذكورة سفينة أقل منها درجة، وبها الموسيقات والطبول والزمور، وخلف هذه سفينة فيها المدافع والعسكر، وخلفها سفينة فيها المطبخ بأدواته ورجاله.
والعقبة عبارة عن: سفينة كبيرة من سفن الغلال، يصنعون بها مقعدا مؤقتا من أخشاب مركبا من طبقتين أو ثلاثة، ويكسونه بطاقات مقصب وجنفس وأطلس، كل ذلك يرسل من طرف المحافظة على يد معاون من المعاونين الذين بها، يحافظ عليها ويردّها بعد الفراغ من الزينة، وتفرش الطبقات المذكورة بالسجاجيد والبسط، وبها يجلس كل من أراد الفرجة.