لأولاد العدوى، وهذا البستان قديم عرف أولا بجنان بنى مسكين ثم استحوذ عليه بنو طولون ثم الإخشيديون.
ومن كلام المقريزى يعلم أن الساحل القديم بقى أمام الفسطاط والعسكر إلى سنة ست وثلاثين وثلثمائة، وفى هذا التاريخ انحسر النيل عنه وبعد عن الفسطاط حتى احتاج الناس إلى أن يستقوا من بحر الجيزة - الذى هو فيما بين جزيرة مصر، وهى المنيل، وبين الجيزة - وصاروا يمشون بالدواب إلى الجزيرة، فحفر الأستاذ كافور الإخشيد خليجا فدخل الماء ساحل مصر.
قال المقريزى: وكان هذا أول حفر لساحل مصر، فمن هنا يعلم أن ساحل النيل القديم بقى على حاله أو تغير قليلا إلى ذاك الوقت، وقال المقريزى: إن الساحل القديم كان فيما بين سوق المعاريج ودار التفاح بجوار الكبارة المجاورة لباب مصر من شرقيه، وجميع هذه الآثار دثرت وصارت ضمن التلال، لكن من يتفطن لما ذكره فى الجامع الجديد الناصرى، وفى كلامه على ساحل النيل الذى نقله عن ابن المتوج، يمكنه أن يعين هذا الساحل فإنه قال: إن بستان العالمة يشرف على النيل من بحريه، وإن باب مصر كان بين هذا البستان وبين كوم المشانيق - الذى هو كوم الكبارة - وكانا على النيل، وإن سور البلد كان يصل إلى دار النحاس وجميع ما بظاهره شون، ولم يزل هذا السور القديم - الذى هو قبلى بستان العالمة - موجودا إلى أن اشتراه الأمير حسام الدين طرانطاى المنصورى فأجر مكانه للعامة، فهدموه وبنوا محله، فلو استدل على بستان العالمة والجامع الجديد لعلم موضع الساحل القديم، وقد قرأت فى حجة جنينة السادات الوفائية الموجودة الآن بمصر العتيقة، ما يستدل على أن الجامع الجديد الناصرى محله الآن الحوش المعروف «بحوش التكية» الواقع فى بحرى الجنينة، ويوجد إلى اليوم بهذه الجنينة ساقية تعرف بساقية العالمة، فينتج من هذا أن بعض جنينة السادات أو كلها هى بستان العالمة، لمطابقة الوصف المذكور فى الخطط لوصفها تقريبا.