للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأفرم أحد أمراء الملك الناصر محمد بن قلاوون/وقد أطال المقريزى فى وصفه، ومنه الجسر المسلوك الآن إلى الأثر وغيره.

ومن يتأمل فيما ذكرناه يتحقق أن الطريق المسلوك أمام دير النحاس شرقى جنينة سليمان باشا والسادات، هو الساحل القديم، وكان المرور عليه بين مدينتى الفسطاط وعين شمس، وعليه سارت عساكر المعز لدين الله حين استيلائهم على مصر، فبعد أن عبروا النيل ساروا فى الشارع الذى به جامع سيدى محمد الصغير المعروف «بجامع محمد بن أبى بكر»، حتى انتهوا إلى الكبارة المعروفة «بجبل بابليون»، ومنها إلى الأرض التى سماها المقريزى «الأرض الصفراء»، وهى التى بها مقبرة زين العابدين، ثم اتبعوا الطريق الموجودة بين التلال غربى المساكن، وبعد ذلك ساروا فى شارع السيدة على حافة الخليج الشرقية حتى نزلوا بقطعة الأرض التى اتخذوها مناخا، وبنوا فيها مدينة القاهرة، وقد بقى هذا الساحل زمنا، والمبانى التى فوقه تشرف على النيل إلى سنة ست وثلاثين وثلثمائة، ثم انحسر النيل عن بر مصر - كما تقدم - وحدث الساحل الجديد الآتى بيان موقعه، ومن ذاك الحين أخذ النيل ينتقل إلى الغرب ويعلو مجراه من الرسوبات إلى سنة خمسمائة من الهجرة، فانحسر عن أرض الزهرى إلى الغرب، وظهرت أمامه أرض اتصلت ببستان منظرة السكرة، فأخذها القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى، وعملها بستانا عظيما، كان يمير أهل القاهرة من ثماره وأعنابه، وتكلم عليه المقريزى وقال: إنه عمر فى جانبه جامعا بنت الناس حوله فصارت خطة، عرفت بمنشأة «الفاضل» وكثرت بها العمارة وبقيت على ذلك إلي أوائل القرن السابع، ثم تحول عليها النيل فهدم مبانيها وخرب تلك الخطة. وموقع بستان الفاضل هو بعض الأرض الواقعة الآن أمام القصر العالى والقصر العينى.

وفى أواخر مدة الفاطميين كثرت المبانى على ساحل النيل بين مدينة عين شمس وأولاد عنان، وبعد النيل عن الساحل، وحدثت هناك أرض.