الخمر وآلات الملاهى، والنساء المكشوفات الوجوه المتزينات بأفخر الزينة، من كوافى الزركش، والقنابيز والحلى العظيم، ويصرف على ذلك الأموال الكثيرة، ويقتل فيه جماعة عديدة، ولا يدخل فيه إلا المراكب الحاملة غلة أو متجرا أو ما ناسب ذلك.
ثم لما فتح الخليج الناصرى أتبعه الناس والمراكب، وتزينت حوافيه بالمبانى الفاخرة، والبساتين النضرة، وقد تكلمنا على الخليج الناصرى وما كان عليه عند حفره من المبانى والقناطر، وبينّا أثره ومبدأه وما يتعلق به إلى وقتنا هذا قبل بناء مدينة الإسماعيلية.
والخليج المصرى الآن لم يكن كما كان فى الأزمان القديمة، وزالت تلك البساتين واحتكرت أرضها، وبنيت مبان في جانبيه فى طول القاهرة، وقد تكلمنا على الأحكار في مواضع شتى من هذا الكتاب، والآن فمه من البحر الأعظم قبلى قصر العينى بجوار السبع سواقى من بحرى، وانتهاؤه كان مصرف الشيبينى سابقا، قبل عمل الإسماعيلية، فلما عملت قطعته صار يصب الآن قبلى قرية أبى زعبل بالجبل، وعليه عشرون قنطرة بالمحروسة ذكرناها فى أجزاء شوارع القاهرة، وطول الباقى منه ستة وأربعون ألف متر ومائتا متر من مبدئة إلى مصبه بالجبل، وعرضه المتوسط بالمحروسة نحو عشرة/أمتار وأقل من ذلك من بعدها، وعليه بمديرية القليوبية ست قناطر: