للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدّروا مصاريف ذلك جميعه مائة وستين مليون فرنك، ومدة العمل ست سنين، ولما تمت هذه الأعمال الحسابية والهندسية، سعى المسيو دولسبس فى تعيين قومسيون يتشكل من مهندسى الدول العظام، لامتحان ما قرره مهندسو الديار المصرية، وحصل على ذلك، فحضر سبعة من مهندسيهم من كل دولة واحد، والدول التى اشترك مهندسوها فى ذلك هى: دولة فرنسا والإنجليز والنمسا وإسبانيا وإيتاليا وهولاندا وبروسيا، واتحد مع القومسيون اثنان من رؤساء البحرية؛ أحدهما من طرف الدولة الفرنساوية، والآخر من طرف الدولة الإنجليزية.

وفى ٣٠ أكتوبر سنة ١٨٥٥ نظر أرباب القومسيون المذكور فى هذه المسألة، فقرروا أن فم الترعة من جهة البحر الرومى يكون بعيدا عن مدينة الطينة نحو الغرب بثمانية وعشرين ألف متر، لا عند الطينة كما تقرر أولا. وأبطلوا عمل الهويسين المذكورين، وقرروا لعمق الترعة ثمانية أمتار عوضا عن ستة أمتار ونصف، واكتفى فى عرضها بثمانين مترا، وقرروا أن يعمل فى مواضع منها موارد تقف فيها المراكب عند الحاجة حتى لا يتعطل المرور، وأن يمد جسران من الحجر فى داخل البحر الرومى إلى عمق عشرة أمتار، أحدهما فى جهة الغرب طوله ثلاثة آلاف متر، والآخر فى جهة الشرق طوله ألفان وخمسمائة متر، وتكون الفتحة التى تدخل منها المراكب بين الجسرين أربعمائة متر، ويعمل فى كل من طرفى الترعة حوض لعمارة المراكب.

وبالحساب: اتضح أن مكعب ما يلزم عمله ستة وستون مليون متر مكعب، منها الترعة الحلوة، وأن التكاليف تبلغ مائتى مليون فرنك عبارة عن ثمانية ملايين جنيه.

ولما تمت أعمال هذا القومسيون، عقدت الشروط النهائية فى ٥ يناير سنة ١٨٥٦، وهى تشتمل على جملة بنود لا حاجة لذكر جميعها، وإنما نكتفى بذكر ملخص المهم منها: