للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأى دولسبس أن هذا المبلغ إن لم يتعهد به أحد يدخل فى الشركة بمقدار هذه السهام الباقية، تعذر إتمام الأمر، وحبط السعى، وذهب عمل من اشتغل به هباء منثورا، فدخل على سعيد باشا المرحوم بالترغيب فى أخذ هذا المبلغ على ذمة الحكومة المصرية، ومازال يحسن له ذلك ويرغبه فيه حتى استماله إلى مطلوبه وأرضاه به. فأخذ مسيو دولسبس فى إدارة الأعمال وتدبير الأشغال، وطلب النقود من المشتركين بحق عشرى السهام على طبق الوارد فى شروط الشركة. وعليه كان ما يلزم أداؤه من طرف الحكومة مبلغا وقدره سبعمائة ألف جنيه وعشرة آلاف وخمسمائة وستون جنيها، وكانت الخزينة خالية من النقود، فاضطرت الحكومة إلى أن تقترض، فحوّلت الشركة على أحد البنوك بمبلغ يوازى ثمن المبلغ المذكور، وأعطت سندات للشركة فى نظير السبعة الأثمان الباقية، ثم إنه لما نجح سعى مسيو دولسيس فى توزيع السهام جميعها، وأخذ فى إدارة الأعمال وتدبير إجراءاتها كما مر، اشتهر هذا الأمر، وعلمت الدولة الإنجليزية أنه أمر تقرر، وعرفت ما لحاكم مصر إذ ذاك من الميل لاتمام هذا المرام، والاهتمام به كل الاهتمام، ولم يكن ذلك على رغبتها فأخذت فى معاكسته؛ ونشرت صحائفها الرسمية وغيرها مقالات تعارض فى إنجازه، وتثبت عدم نجاحه، وعدم إمكان عمله لكثرة صعوباته، وطفقت تخابر الباب العالى بواسطة سفيرها فى إيقاف العمل، واشتد نكيرها على حاكم مصر حتى أنها أعدت سفنها البحرية للتوجه إلى ثغر الإسكندرية لمنع ذلك. وجرت المخابرة بين الباب العالى ومصر فى هذا الشأن، وكثر الخوف فى ديار مصر، حتى أن قنصل فرنسا الموسيو سباتبيه حرر خطابا فى ٢٠ يولية سنة ١٨٥٩ إلى الفرنساويين المقيمين فى البرزخ، يأمرهم فيه بالقيام منه، ومن يتأخر منهم فلا يلومن إلا نفسه. وكثر القيل والقال فى شأن قدوم السفن الإنجليزية، وعدم رضا الباب العالى بذلك، وازداد الخوف، وكاد يحصل ما لا خير فيه للبلاد، لولا توسط نابليون بونابرت الثالث ق؟؟؟ ال فرنسا إذ