فى وسط البحر، ولها فروشات مستطيلة وعمق جسيم يكافئ حركة المياه بحسب الميل إن كان كليا أو جزئيا. وأعطى لكل بلد استحقاقها بحسب الوسع، وأما الوزن فقيراط واحد وسنتيمتر واحد يعم الجميع، وقد يكون بالبحر عتبة أو اثنتان أو ثلاثة، والتقسيم فى النصب الأول هو ثلاثة أمثال الوسع بالفم.
ولداعى قلة مياه الفيوم الصيفية؛ اجتهد فى عمل خزانات، وكان موجودا خزان سيلة، وخزان العدوة، وخزان مطر طارس، وخزان فرقص، وخزان طامية، وخزان المعصرة، وخزان سنهور، وخزان أبى كساه، وخزان بحر أبى المسير، وترك منها خزان فرقص وسيلة لصغرهما، والخزانات الباقية مستعملة إلى الآن، وهى نافعة فى تشتية الغلال، وزراعة بعض الأصناف.
وبواسطة قلة تلك المياه رغب المرحوم محمد على باشا أن يعمل فى مديرية الفيوم ملقا لكيلا يحتاج إلى الشتوى لقلة مياه الشتوى، وقد ترتبت جملة حوش، وتعين لتشغيلها المرحوم أدهم باشا، ومعه جملة من المهندسين، وصار إنشاء الحوش المذكورة، وقدرها مائتان وأربعة وأربعون حوشة، وقدر أطيانها ستة وثلاثون ألفا وستمائة وخمسة وستون فدانا، ومكعبات تلك العملية بالمتر المكعب ٤٠٠٠٠٠٠.
ويوجد بالفيوم أبنية جسيمة منها حائط المنية التى هى السبب فى خراب وادى الريان، وطولها ألفان وأربعمائة وخمسة وثمانون مترا، وعرضها ٥،٢٥، وارتفاعها سبعة أمتار ونصف، وأكثر خزاناتها بالبناء، وقطع بلامه بالبناء نحو ٧٥٠ وقطع السنط بالبناء، وقطع الكوم الأسود بالبناء، والآن لوجود المياه بكثرة؛ صار الحال مستغنيا عن الحوش، وأغلبها رجعت مسقاويا كأصولها، ولم يبق إلا الملق القديم مثل ملقة سنرو، وملقة الحيط، وملقة دسيا، وملقة جردو، ثم يلزم فى الفيوم المبادرة لملاحظة النصب، وإعطاء كل ذى حق حقه بالعدالة بوقته وساعته بدون تخلف، وكذا يلزم المبادرة فى أملاق الفيوم المستجدة من ابتداء خمسة من توت، ثم تملأ الأملاق العالية من أوّل شهر