ووقع فى المدينة أن مالكا سئل عن تغيير كتابة الدنانير والدراهم لما فيها من كتاب الله تعالى، فقال: أول ما ضربت على عهد عبد الملك والناس متوافرون فما أنكر أحد ذلك، وما رأيت أهل العلم أنكروه. وبلغنى أن ابن سيرين كان يكره أن يبيع بها ويشترى، وما زال ذلك من أمر الناس، ولم أر أحدا منع ذلك هنا - يعنى فى المدينة.
وقيل لعمر بن عبد العزيز هذه الدراهم البيض فيها كتاب الله تقلبها اليهود والنصارى والجنب والحائض، فإن رأيت أن تأمر بمحوها، فقال: إذا تحتج علينا الأمم إن غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا، ومات عبد الملك والأمر على ما سبق». انتهى.
ونقل أيضا عن الماوردى أنه قال:«حكى عن سعيد بن المسيب أن عبد الملك أمر بضرب السكة فى العراق سنة أربع وستين. وقال المدائنى: بل ضربها سنة خمس وسبعين، ثم أمر بضربها فى النواحى سنة سبع وسبعين.
وقيل: «أول من ضربها مصعب بن الزبير بأمر أخيه عبد الله سنة ست وسبعين على ضرب الأكاسرة ثم غيرها الحجاج». انتهى كلام الماوردى.
وقال ابن عبد البر:«كانت الدراهم بأرض العراق والمشرق كلها كسروية عليها صورة كسرى واسمه فيها مكتوب بالفارسية، وزن كل درهم منها مثقال، فكتب ملك الروم - واسمه لاوى بن قرقط - إلى عبد الملك أنه قد أعد له سككا ليوجهها إليه فيضرب عليها الدنانير، فقال عبد الملك لرسوله: لا حاجة لنا بها قد عملنا سككا نقشنا عليها توحيد الله ورسوله. وكان عبد الملك قد جعل للدنانير مثاقيل من زجاج لئلا تغير أو تحوّل إلى زيادة أو نقص، وكانت قبل ذلك من حجارة، فأمر فنودى أن لا يتبايع أحد ثلاثة أيام بدينار رومى فضرب الدنانير العربية وبطلت الرومية». انتهى.
وقال صاحب المرآة: «ضرب عبد الملك فى سنة خمس وسبعين على الدنانير والدراهم اسم الله - وسببه أنه وجد دراهم ودنانير تاريخها قبل الإسلام