ولما دخلوا بلاد الهند وذلك فى زمن الأموية اسنعملوا نقودهم أيضا - بالمثابة السابقة - واستمر ذلك إلى زمن العباسيين، ووجد من ذلك فى زمن المقتدر بالله فى أول القرن الرابع من الهجرة معاملة عليها صورة الثور المقدس وصورة فارس واسم الخليفة العباسى بالعربية، وبقيت المعاملة على ذلك إلى استيلاء الغزنوية على بلاد الهند، والذى وجد من معاملتهم الفضة والنحاس مرسوم على أحد وجهيه صورة فارس وكتابة هندية، وعلى الوجه الآخر كتابة بالعربى. ولما استولى السلطان محمود سلطان خوارزم على باميان من بلاد الهند أبقى هذه المعاملة على حالها، وكذلك كانت معاملة ملوك دهلى.
ثم لما دخل (جانكيس خان) مملكة خوارزم أبقى المعاملة على حالها غير أنه أضاف إليها اسم الخليفة الناصر بالله عوضا عن أن يضيف إليها اسمه، وتبعه فى ذلك من جاء بعده، وما وجد من هذه المعاملة مؤرخ ٦٦٠ هجرية، وفى أحد وجهيه من الوسط بالعربى سكة بخارى، وفى الوجه الآخر باللغة الصينية اسم هذه المدينة أيضا.
ولما استولى الفرنج النورمانديون على جزيرة صقلية وطردوا منها العرب أبقوا معاملة المسلمين مع إضافة أسماء ملوك الإفرنج لكن بالعربى، وجعلوا ما كان يلزم للتعامل بين النصارى مرسوما عليه صورة (هيرقليوس)، ومشى من أعقب النورمانديين على طريقتهم.
ولما استولى النصارى فى حرب القدس على السواحل الشامية أبقوا المعاملة على حالها بلا تغيير واستعملوا عليها الكتابة العربية وحافظوا على المعاملة الأيوبية، وكتبوا عليها (باسم الأب والابن وروح القدس).
وفى أواخر القرن السابع أغار المسلمون على بلاد الجرجستان والأرمن فدخلتها معاملة الأموية ثم العباسيين، واستمرت بها إلى أن خرجت من أيدى المسلمين، فظهرت بها معاملتها، والذى عثر عليه منها تاريخه من زمن بغرات الأول وعليه كتابة بلغتهم وكتابة بالعربى.