وفى الوجه الثانى صورة شخصين كأنهما يحافظان على معبد النار، وفى الوسط والجهة اليمنى كلمة مختصرة - يظن أنها اسم محل الضرب أو قيمة المعاملة وفى جهة الشمال تاريخ الضرب بلغة الفرس العتيقة.
وفى زمن الحجاج بن يوسف، كتب اسمه واسم أبيه على المعاملة التى ضربها بالخط الكوفى، فلما دخلت العرب بلاد الطبرستان وطردوا منها حكامها استعملوا معاملتها التى وجدوها بها - وهى معاملة خسرويه الثانى - وأقدم ما وجد عليه اسم خالد، /وذلك من سنة ١٥٠ إلى سنة ١٥٣.
ولما استولت العلوية على طبرستان سنة ١٧٦ هجرية استعملوا ما وجدوه أيضا، ولم يؤرخوا بتاريخ الهجرة بل اتبعوا تاريخ من حكموا طبرستان بعد زوال ملك الفرس وكتبوا على المعاملة أسماءهم تارة بالعربى وتارة بالفهلوى وتارة بهما معا.
ولما اتسع ملك العرب ودخلوا إفريقية وأسبانيا، وكان أول عامل هناك موسى الناصر، طرد ملوك الأندلس الغوطيين من طنجة وسوتا، وهمّ بالإستيلاء على الأندلس فلم يتمكن منها، والذى وجد من المعاملة فى زمنه فلوس ودنانير من زمن (هيرقليوس) على أحد وجهيها صورتان متقابلتان كلتاهما صورة (هيرقليوس)، وفى الوجه الثانى صورة الصليب واسم الأمير واسم أبيه ناصر باللاطينى، ومحل الضرب والتاريخ وباسم الله بهذا الخط أيضا. وأقدم ما وجد من هذه المعاملة مؤرخ بسنة خمس وتسعين أو سبع وتسعين أو ثمان وتسعين ومحلات ضربها طرابلس وطنجة أو إفريقية وبعضها مكتوب بالكتابتين العربية واللاتينية فى أحد الوجهين وفى الوجه الثانى بالعربى (باسم الله) فقط فى الوسط، وليس بها صور. ووجد فلس من زمن موسى الناصر - المذكور - من معاملة ملوك أسبانيا وعليه الكتابة باللغتين وصورة إنسان ملتفت إلى اليمين وبالكتابة اللاطينية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وفى الوجه الثانى فى ثلاثة أسطر (باسم الله) فلس ضرب فى طنجة.