«إن أول البلاد التى سطت عليها العرب بلاد الشام وما جاورها، ففى السنة الثالثة عشرة من الهجرة - الموافقة لسنة أربع وثلاثين وستمائة من الميلاد - استولوا على دمشق الشأم، وفى السنة الخامسة عشرة دخل فى ملكهم حمص وبلاد القدس، وفى السنة التاسعة عشرة استولوا على جميع عراق العرب، وجميع هذه الجهات كانت من قبلهم فى يد (هيرقليوس) ملك بيزانتا، وكانت نقوده الجارية بها مرسوما على أحد وجهيها صورة (هيرقليوس) تارة كاملة، وتارة نصفها الأعلى وبيده الصليب وكرة، وتارة يرسم معه صورة ابنه قسطنطين ومن الوجه الآخر فى الوسط حرف الميم السابق (هكذا) M (وبأعلاه صورة صليب أو نجمة أو أول حروف (هيرقليوس) بكتابتهم، فبقى الأمر على ذلك بعد دخول العرب مدة، ثم وجدت معاملة على بعضها كتابة رومية بتاريخ سنة سبع عشرة، وعلى بعضها كتابة لا تينية بهذا التاريخ، وفى الوجه الآخر منهما عليهما بالرومى أيضا كلمة (سبع) ومحل الضرب - وهى مدينة دمشق -، ثم كتب محل الضرب بعد ذلك بالعربى، وعليها أيضا كلمة (طيب) للدلالة على الوفاء والرواج فى التعامل، وكان التعامل بها جاريا أيضا فى حمص وطردوس وبعلبك وطبرية وقنسرين وغير ذلك، وقد أعيا المحققين معرفة صاحب هذه المعاملة ثم استظهر بعضهم أنها من ضرب على بن أبى طالب ﵁.
ولما استولى العرب فى سنة عشرين على بلاد العجم استعملوا معاملة يزدجرد الرابع بإضافة اسم الله على دائر أحد الوجهين وتاريخ سنة عشرين بلغة الفرس العتيقة. ومن ابتداء هذا التاريخ إلى سنة ثلاث وثمانين هجرية - موافقة ٧٠٢ ميلادية - تبعت العمال المولون من طرف خلفاء العرب معاملة خسرويه الثانى، وكان على أحد وجهيها صورة الملك إلى نصفه الأعلى ينظر إلى اليمين وأمامه فى الوسط فى سطرين أسماء العمال وآبائهم باللغة الفارسية والكتابة الفهلوية وعلى الدائر من خارج وفى الجهة اليمنى من الأسفل دعاء بالعربى،