وأغلب المعاملة الإسلامية كان ينقش عليها (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتارة (بسم الله) فقط، وتارة (بسم الله الكريم)، وتارة (الحمد لله أو لله الحمد) إلى غير ذلك. واستمر استعمال الكتابة إلى آخر القرن السابع مع تغييرات قليلة، ثم خللوا كتابة الدائر بنقوش غير كتابة التزيين، فبعد أن كان ما فى الدائر سطرا واحدا جعلت كل جملة فى دائر مستقل، وإلى الآن العثمانيون لا ينقشون الصور على المعاملة.
وفى أول القرن السادس وجدت معاملة من النحاس من ضرب ملوك السلجوقيين عليها صورة خيّال. وفى البلاد الجنوبية من مملكة العرب ظهرت فلوس عليها صورة آدمى تارة بلا شئ، وتارة قابضا بيده هلالا أو رأس آدمى مقطوعة، وتارة يكون المرسوم نسرا برأسين أو سبعا. وفى فلوس سلاطين المغول - نحو هولاكو وغيره - كان يوجد صورة نسر برأس واحد أو صورة أرنب أو دجاجة أو كلب أو سمكة أو سبع فوقه صورة الشمس. وفلوس خانات كبجك كان عليها صورة نسر برأسين أو سبع. وفلوس سلاطين المماليك وشاهات العجم عليها صورة سبع فوقه صورة الشمس.
والآن يرسم عند الفرس على معاملة الذهب والفضة صورة الشاه جالسا على تخته، وكانوا قبل ذلك لا يرسمون على المعاملة صورا. وفى بلاد مصر ضرب الظاهر ركن الدين بيبرس فى سنة ثمان وخمسين وستمائة هجرية - موافقة سنة ألف ومائتين وستين ميلادية دراهم ورسم عليها رمكة وكان صورة سبع.
وذكر أبو الفرج فى تاريخه: أن السلطان غياث الدين السلجوقى لحبه لزوجته أراد أن يرسم صورتها على المعاملة، فأشير عليه برسم نجمها، فرسم الشمس فى برج الأسد.
ولنذكر لك تفصيل ما أشرنا إليه إجمالا فيما مر: من أن العرب بعد الفتح كانوا يستعملون النقود التى كانت من قبل، وكيف كانت تلك النقود فنقول: