وجعل المثقال اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة. فعلى هذا فالدينار اثنان وسبعون حبة، والمثقال خمسة وستون حبة. لكن هذا التناقض الذى بين هذه العبارات ظاهرى فقط، فإنه قد ذكر هو نفسه فى رسالته فى النقود: أن التعامل بين الناس كان بنوعين منها. فإن الدراهم كانت نوعين أحدهما السوداء والثانية الطبرية القديمة.
والأولى: كانت تعرف بالدراهم البغلية وهى معاملة الفرس وكانت من الفضة، تعادل القطعة منها ثمانية دوانق وزنها قدر وزن المثقال الذهب، أى القطعة المتعامل بها من الذهب، وسيأتى أن مقدار الدانق ٠،٥٢٤٤٤ غرام فعلى ذلك فمقدار الثمانية دوانق ٤،١٩٥ غرام وهو وزن أغلب نقود الفرس المحفوظة إلى الآن فى خزائن أوروبا، وكانت هى النقود المتعامل بها إلى أن دخلها الإسلام، فعلى ذلك يكون هذا المقدار هو وزن الدينار، وهو مطابق لأوزان جميع أنواع الدنانير الإسلامية المضروبة فى القرنين الأولين من الهجرة المحفوظة فى الخزائن.
ومن الجدول الملحق (١) بهذا يظهر أن وزن أغلبها ٤،١٩ غرام، ومنها ما وزنه ٤،٢٥ غرام، وهذا المقدار الأخير يطابق أقوال من نقل عنهم العالم (إدوار برنار)، فإنهم كانوا فى بعض الأحيان لم يفرقوا بين الدينار والمثقال، لكنهم جعلوا للدينار وزنين أحدهما: يساوى الأجزاجيوم أو السيكستول (السكة) المصرى الرومانى.
والثانى: يساوى درهم الروم الذى قدره ٤،٢٥ غرام وهو مطابق لوزن نقود العرب، وجعلوا المثقال العربى عشرين قيراطا وأطلقوا عليه تارة اسم دينار وتارة سموه آوروس، وجعلوا المثقال الرومى أو الدرهم الأتيكى ثمانية عشر قيراطا.