للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتلخص من هذا كله أن حارة زويلة المشهورة الآن بهذا الاسم هى قطعة صغيرة من الحارة القديمة التى ذكرت فى الخطط، فإن الحارة المعروفة الآن لا تصل إلى ما ذكره المقريزى، وبالبحث والتأمل تبين أن من ضمن حارة زويلة بحسب الأصل حارة اليهود الربانيين التى يسلك إليها من سوق الصيارفة، وحارة اليهود القرائين التى يسلك إليها من خط الخرنفش عند باب سوق السمك، ويسلك إليها من شارع خميس العدس من مسلك جديد كان أصله فويريقة مشهورة بورشة خميس العدس، ودرب الصقالبة المسلوك إليه من الزقاق الذى على يسار المارّ من شارع السكة الجديدة من جهة قنطرة الموسكى، وهذه الحارات الأربع تتصل ببعضها، غير أن حارة اليهود الربانيين كان يتوصل منها إلى حارة زويلة من طاحون هناك ومنزل صغير. بجوارها، فقبل سنة تسعين ومائتين وألف هجرية أخذت هذه الطاحون وجعلت مستشفى لمرضى فقراء اليهود، وللآن له باب من حارة زويلة. وحارة زويلة هذه مشهورة عند اليهود بحارة النصارى لسكنى كثير من الأقباط بها ولهم فيها كنيسة معروفة بكنيسة الأقباط.

وحاصل ما ذكر أن حارة زويلة القديمة انقسمت إلى أربعة أقسام: حارة زويلة المعروفة اليوم، وحارة اليهود القرائين، وحارة اليهود الربانيين، ودرب الصقالبة، وجميعها يقال له حارة اليهود، غير أن لكل واحدة منها بابا من خط بعيد عن الآخر، وأما فى الداخل فالجميع حارة واحدة.

وسكنى اليهود بهذه الخطة قديم فإن المقريزى قال فى ترجمة المدرسة العاشورية: هذه المدرسة بحارة زويلة من القاهرة بالقرب من المدرسة القطبية، وقد تلاشت هذه المدرسة، وصارت طول الأيام مغلقة لا تفتح إلا قليلا، فإنها فى زقاق لا يسكنه إلا اليهود ومن يقرب منهم فى النسب. (انتهى).

وللآن فى الزقاق الذى به المستشفى باب مدرسة مقنطر مسدود بالبناء وداخله خربة كبيرة فلعله هو باب المدرسة المذكورة.

وأما الدروب التى كانت بحارة زويلة المذكورة فذكر المقريزى منها درب مخلص، ان يعرف بدرب الرابض، وذكر درب الوشاقى، ودرب الكنجى وكان يعرف بدرب