للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان المسموح فى فرانسا ٠،٠٠٠٣٢٥٥ والمعتبر الآن للبينتو والاثنين بنتو ٠،٠٠٠٢٠٠٠، فيعلم من ذلك أن المسموح فى مصر كان يساوى تقريبا مسموح البينتو فى فرانسا، لكن بسبب أن نقود الذهب فى مصر متجزئة كثيرا عما فى فرانسا كان يتعسر أن يبقى لكل قطعة وزنها الحقيقى المقرر لها. وكانت العادة الجارية أن يعتبروا كل مائة محبوب أربعة وثمانين درهما، بأن يزنوا كل مائة وزنة واحدة وهى عبارة عن ٢٥٨،٦٢٨ غرام، وكانت المائة نصفية ٤٢ درهما عبارة عن مائة وتسعة وعشرين غراما وثلث، والمائة ربعية ٢١ درهما عبارة عن أربعة وستين غراما ونصف.

ولما دخلت الفرنساوية مصر كانت الميايدة هى المتعامل بها، ويظهر أنها كانت فى السابق كبيرة الوزن وأنها كانت هى الدرهم، ثم أخذت فى النقص حتى رقّت جدا، وصارت كقشرة السمك فى الرقة.

ومن وقت دخول مصر تحت حكم العثمانية كانت السلاطين ترسل مأمورين لخصوص التفتيش على النقود وضبط وزنها وعيارها لمنع الغش فيها.

ففى سنة ست وسبعين ومائة وألف - أيام السلطان مصطفى - أرسل أحمد أغا كاتب زاده للتفتيش على ذلك، وكان المتصرف فى أمر مصر يومئذ رضوان كتخدا وإبراهيم بيك فجعل وزن الألف ميدى ١٢٥ درهما عبارة عن ٣٨٤،٨٦٢ غرام.

وفى سنة ثلاث ومائتين وألف، مبدأ حكم السلطان سليم، صدر أمر من الباب العالى بزيادة وزن الميايدة، وكانت قد نزلت إلى ١١٥ درهما كل ألف ميدى، ثم إلى ١٠٠ درهم كل ألف، فلم تقف إلى ذلك بل نزلت عن ذلك حتى وصلت الألف ميدى إلى ٧٣ درهما عبارة عن ٢٢٤،٧٦٠ غرام.

ولما دخلت الفرنساوية أبقوا هذا الوزن للميايدة، وعلى هذا تكون الميايدة نقصت فى ظرف سبع وثلاثين سنة ٢/ ٤١٣ فى المائة، فإذا قورن وزن هذا النقد بوزن الدرهم القديم الذى كان به التعامل يظهر أن وزن الميدى أقل من وزن