ويوجد ذهب معدن السودان مخلوطا بالفضة، وعيار المستخرج من فازغلى تسعمائة وخمسون، والمستخرج من كردفان تسعمائة وثمانون، يعنى أن ذهب معدن كردفان أنقى من ذهب فازغلى.
ويظهر من كلام من كتب على هذه المعادن من الرجال الذين أرسلهم إليها العزيز محمد على وغيرهم، أنهم لم يتمكنوا من عمل الطرق الكافية لاستخراجه. وبسبب ما كان عليه أهل تلك الجهات من التوحش وعدم الدخول تحت الطاعة فكانت الشرور قائمة بين أهل البلاد، وكان تناوشهم مع المعدنجية ومع بعضهم لا ينقطع، بخلاف ما هم عليه الآن فإنه بالعناية الخديوية صار جميع أرض السودان إلى دائرة الاستواء فى قبضة الحكومة المصرية، وجميع الأرض التى بها المعادن المذكورة ونبه عليها المؤرخون فى كتبهم صارت كلها داخلة تحت حكومة مصر.
وقد انتشرت أسباب الأمن فى جميع الجهات وأمنت الطرق والمسالك وسهلت على السالكين إلى أى جهة، وزالت الشرور بدخول الجميع تحت الطاعة إلى أن حصلت الوقائع السودانية، فلو كانت الحكومة تشبثت بالكشف عن هذه المعادن وأرسلت إليها رجالا من ذوى الدراية الذين مارسوا ذلك عملا لأمكنها ذلك بسهولة وربما تحصلت منه على فوائد حجمة تعوض ما تحملته فى فتح تلك البلاد، ويساعدها على توسيع دائرة التمدن والثروة هناك.