للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما رخصة العيار فى الذهب والفضة فهى ثلاثة فوق أو تحت.

ثم إن الذى يرد الآن على الضربخانة لضرب المعاملة سواء كان ذهبا أو فضة يشترى من اليهود نقودا قديمة، وسبائك سبكوها من المصاغات المكسرة ونحوها.

وقيمة الدرهم الخالص من الذهب الذى عياره ألف كاملة أربعون قرشا وثلاثون فضة وخمسة جدد، وقيمة درهم الفضة الخالصة قرشان وثلاثة وعشرون ميديا وأربعة جدد، وكل عشرة جدد بقيمة ميدى.

والعادة أن السبائك التى تباع للضربخانة من طرف اليهود تكون بعيارات مختلفة، فيوجد من سبائك الذهب ما عياره ثمانمائة أو تسعمائة أو نحو ذلك.

وعيار سبائك الفضة منها ما يكون خمسمائة أو سبعمائة أو أكثر.

والتقويم بالضربخانة إنما يكون بعد عمل الششنى الذى به يعرف العيار على وجه الدقة، وكان سابقا يجلب مع القوافل السودانية وغيرها تبر تشتريه الضربخانة كما مرت الإشارة إليه.

وفى زمن العزيز محمد على عثر فى بلاد السودان على معدن الذهب، وأرسلت إليه رجال معدنجية وشغالة وجرى الاستخراج منه، وكان الناتج منه يرسل إلى الضربخانة بمصر، فكان يرد منه كل سنة ثلاثة آلاف أوقية.

وفى كتاب العالم (همون)، المتكلم فيه على مصر: أن معدن الذهب معلوم قديما فى بلاد السودان، وكان الأقدمون من المصريين الفراعنة يجلبون منه وكذلك أهل المغرب والحجاز والحبشة، وكان تجارة واسعة، ويقال إنه كان يدخل منه فى ضربخانة مصر على وجه التجارة - قبل استيلاء السلطان سليم - قريب من ستة عشر ألف أوقية، ويدخل منه فى بلاد اليمن نحو اثنى عشر ألف أوقية.