وأذكر أن حضرة البحاثة الفاضل رمزى بك المفتش بالمالية سبق له أن ذكر فى محاضرة له منذ عام وأكثر شيئا من هذا القبيل. وبعد فقد ثبت مما نقلته هنا أنه ليس من الحق اطلاق اسم «قنطرة الذى كفر» على ذلك الشارع. وعسى من يعنيهم الأمر فى مصلحة التنظيم أن يهتموا فيصلحوا هذا الخطأ. وعفا الله عما سلف. والسلام أحمد الحفنى بوزارة المعارف ("المقطم"يوم السبت ٨ ربيع الثانى ١٣٤٢ - ١٧ نوفمبر ١٩٢٣) *** قنطرة الذى كفر حضرات الأفاضل أصحاب المقطم الأغر كثرت أقوال الكتاب فى الجرائد هذه الأيام من مهندسين وموظفين عن هذه القنطرة وأصل تسميتها واتفقوا جميعا على نسبتها إلى «كفرللى» المهندس الفرنسوى الذى جاء مصر أيام نابليون. ولما كنت غير مقتنع بهذا القول عملت بقوله تعالى «وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» فقصدت حضرة الأستاذ مصطفى بك منير أدهم المنوط بتسمية الشوارع وسألته عنها فقال: إن هذه القنطرة قديمة بنيت قبل مجئ البعثة الفرنسوية إلى مصر وكان اسمها «القنطرة الجديدة». فلما جاءت البعثة ورسمت مدينة القاهرة أوضحت تلك القنطرة على خريطتها برقم ٢٨ وذكرتها فى الجدول الملحق بالخريطة باسمها (القنطرة الجديدة) ثم أطلعنى حضرته على الخريطة والجدول فاقتنعت بأن نسبة هذه القنطرة الى «كفرللى» خطأ. قلت وكيف ذاع على ألسنة الناس وفى الجرائد نسبة هذه القنطرة إلى كفرللى هذا مع أنها كانت موجودة قبل مجيئه الى مصر مع البعثة. قال الأستاذ إن السبب فى ذلك أن شرفنى سعادة البحاثة الأستاذ زكى باشا بزيارتى فى منزلى ومعه حضرة رمزى بك ودار الحديث بيننا على هذه القنطرة فقال الباشا إنه يعلل تسميتها بقنطرة اللى كفر نسبة إلى المسيو كفرللى وقلبت العامة اسمه فقالوا اللى كفر فأخذ حضرة رمزى بك هذه العبارة عن الباشا وألقاها فى محاضرة له وزاد عليها أن مصلحة التنظيم لم يمكنها قلب اسم الرجل بل زادت الطين بلة وأبدلت «اللى» «بالذى» -فصارت قنطرة الذى كفر. علق هذا التعبير فى رؤوس السامعين وخرجوا من قاعة المحاضرة يكررونه لما فيه من الفكاهة لو كان صحيحا، وانتشر تعليله بين الناس، ومنهم من سألنى فيه وأوقفته على الحقيقة فاقتنع. فقلت إذا كانت هذه القنطرة معروفة قديما بالقنطرة الجديدة فلماذا سماها الناس قنطرة الذى كفره؟؟؟