للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة ١٢٢٧ عز وجود اللحم حتى بيع الرطل من السمين بثمانية عشر نصفا فضة، ومن الهزيل بأربعة عشر نصفا، وحصل للناس كربات منها: عدم وجود الماء العذب، وذلك فى وقت جريان الخليج وسط المدينة، وسببه أخذ الحمير للسخرة والرجال لخدمة العسكر المسافرين للحجاز، وغلو ثمن القرب التى تشترى لنقل الماء، فإن الباشا أخذ جميع القرب التى كانت بالوكالة عند الخليلية وما كان بغيرها أيضا، حتى أرسل إلى القدس والخليل فأحضر ما كان بهما، وبلغت الغاية فى غلو الثمن حتى بيعت القربة الواحدة التى كان ثمنها مائة وخمسين نصفا بألف وخمسمائة نصف، وأخذوا أيضا الجمال التى تنقل الروايا إلى الأسبلة والصهاريج وغيرها من الخليج/، ووقف العسكر بالطرق يرصدون مرور السقائين والفقراء الذين ينقلون الماء بالبلاليص، وبيعت القربة بخمسة عشر فضة وأكثر، وشح وجود اللحم حتى بيع بثمانية عشر نصفا، والجفيط (١) بأربعة عشر نصفا، وطلب الخبازون والفرانون للسفر فهربوا، فعز خبز العجين على أرباب البيوت لعدم الخبازين وعدم (٢) التبن للوقود، بسبب رصد العسكر فى الطرق لأخذ ما يأتى به الفلاحون.

وفى هذه السنة احتكر الباشا الأخشاب الواردة من البلاد الرومية وغيرها، وباعها فى ذمته بما حدده من الثمن، فكان سعر القنطار من الحطب الرومى ثلثمائة نصف فضة وخمسة عشر نصفا، وأجرة حمله من بولاق إلى مصر والقاهرة ثلاثة عشر فضة وأجرة تكسيره كذلك، وكذلك فعل في أنواع الأخشاب الكرسته والحديد والرصاص والقزدير وجميع المجلوبات.

وفى هذه السنة شحت الغلال وخلت منها السواحل، وما بقى يأيدى الفلاحين بيع الأردب الواحد منه بأربعة وعشرين قرشا خلاف المكس والكلف، واستقر مكس الأردب على أربعة وثلاثين نصفا فضة، وأجرة نقله فى


(١) هكذا فى الأصل.
(٢) فى الأصل (وعد).