وفى هذه السنة ضرب العزيز محمد على باشا القروش النحاس والعشرين النحاس والعشرة والخمسة والميدى النحاس.
وفى سنة ١٢٢٦ زاد سعر البن وارتفع حتى بلغ ثمن القنطار خمسين ريالا فرانسة بعد أن كان بستة وثلاثين، عنها اثنا عشر ألف نصف فضة.
وفى شهر ربيع الثانى من هذه السنة انقطع الوارد من الديار الحجازية، فوصل ثمن رطل البن الواحد مائتين وسبعين نصفا فضة، وعز وجوده فى الأسواق.
ومن حوادث هذه السنة الزيادة الفاحشة من صرف المعاملة والنقص فى وزنها وعيارها، وذلك أن الباشا أبقى دار الضرب على ذمته، وجعل خاله ناظرا عليها، وقدر لنفسه فى كل شهر خمسمائة كيس بعد أن كانت شهريتها أيام نظارة المحروقى خمسين كيسا، ونقص وزن القرش نحو النصف عن القرش المعتاد، وزاد فى خلطه حتى لم يكن فيه مقدار ربعه من الفضة الخالصة، وصار يصرف بأربعين نصفا، وكذلك نقصوا المحبوب عن وزنه وعياره، وتساهل الناس فى صرف الريال والمحبوب حتى وصل الريال إلى مائتين وثمانين. ثم زاد الحال فى التساهل مع عدم وجود الفضة العددية فى أيدى الناس مع أنه كان يضرب منها كل يوم بالضربخانة ألوف كثيرة، لكن يأخذها التجار بزيادة نصف فى كل ألف ويرسلونها إلى بلاد الشام والروم، ويعوضونها فى «الضربخانة الفرانسة والذهب لأنها كانت تصرف فى تلك البلاد بأقل مما تصرف به فى مصر. ثم زاد الحال حتى صار الألف يصرف بمائتين، وتقرر ذلك فى حساب الميرى فتدفع الصيارف ثلاثين قرشا، عنها ألف ومائتان ويأخذون الألف فقط، والفرانسة والمحبوب بحسابه المتعارف بذلك الحساب. انتهى جبرتى.