بقى علينا أن نبحث عما إذا كانت موجودة قبل الحملة الفرنسوية. جاء فى الخطط التوفيقية لمصر القاهرة تأليف فقيد مصر المغفور له على مبارك باشا (ج ٣ - ص ٩) فى أثناء كلامه عن شارع الحين وما يوجد عليه من المنافذ. «ثم قنطرة الذى كفر يسلك من عليها إلى شارع الخلوتى وغيره. وهذه القنطرة لم نقف لها على تاريخ إنشاء ولا على منشئ، وكذلك المقريزى لم يذكرها فى خططه لكونها استجدت بعده» فإذا كانت هذه القنطرة لم تكن من عمل البعثة الفرنسوية ولا هى قديمة قبل الحملة الفرنسوية قدما يتصل بخطط المقريزى (الذى وفد على مصر من بلاد المغرب فى سنة ٨٤١ هجرية) ولم يصل المغفور له على مبارك باشا إلى شئ من تاريخها كما سلف. بقى أنه ليس ثمت دليل على أنها ليست من عمل الحملة الفرنسوية، بل هى تنسب الى «كفرللى» كما ذكرت فى مقالى الأول حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك على لسان حضرة المهندس. وفى الختام أستميح حضرة الكبير المشار إليه فى الرواية فى هذا السؤال: إذا كان لهذه القنطرة اسمان: أحدهما بالخريطة (القنطرة الجديدة)، والثانى من قبل العامة (قنطرة الذى كفر). ولهذه التسمية الأخيرة سبب سمعه حضرته من سعادة الأستاذ إسماعيل بك رأفت تحاشى ذكره، وأحال الراوى فيه إلى البك، وكان من الواجب أن يسوقه فى معرض التدليل على صواب اسم (قنطرة الذى كفر). فلأى شئ عدلوا فى مصلحة التنظيم عن اسم (القنطرة الجديدة) المعروفة به على تلك الخريطة القديمة إلى الاسم الثانى مع ضعف الرواية فيه. إلا أن يكون ذلك أصلا لاسم (كفرللى) بعد التحريف. ولعلنا بعد ذلك نظفر من حضرته بالجواب، وليس بعزيز عليه فى جانب علمه وفضله المعهودين، وعندها يرتج الباب دون هذه التسمية الشنيعة التى تمجها النفوس فى هذا العصر، والسلام. أحمد الحفنى بوزارة المعارف ("المقطم"فى يوم الأربعاء ٤ جمادى الأول سنة ١٣٤٢ - ١٢ ديسمبر سنة ١٩٢٣)