للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتكفية بيت المال من الشعير والبرسيم بغير ذلك، فبطل على يديه، وكتب به مرسوم، وكتب نقشا على حجر فى جانب باب القلية من قلعة الجبل، وأمر بقياس أراضى الجيزة، فجاءت زيادتها على الارتفاع الذى مضى ثلثمائة ألف درهم وعنها خمسة عشر ألف دينار.

فلم يزل إلى السابع والعشرين من شوال سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فأحيط به وقبض عليه حسدا له على ما صار إليه، ولم يجتمع لغيره فى الدولة التركية، وتولى القيام عليه الأمير صرغتمش، فأول ما فتحوه من أبواب المكايد أن حسّنوا لصرغتمش أن يأمره بالإشهاد عليه أن جميع ما له من الأملاك والبساتين والأراضى الوقف والطلق جميعها من مال السلطان دون ماله فصيّر إليه ابن الصدر عمر وشهود الخزانة، فأشهد عليه بذلك، ثم كتبوا فتوى فى رجل يدعى الإسلام ويوجد فى بيته كنيسة وصلبان وشخوص من تصاوير النصارى ولحم الخنزير وزوجته نصرانية وقد رضى لها بالكفر وكذلك بناته وجواريه، وأنه لا يصلى ولا يصوم ونحو ذلك، وبالغوا فى تحسين قتله حتى قالو الصرغتمش: والله لو فتحت جزيرة قبرس ما كتب لك أجر من الله بقدر ما يؤجرك على ما فعلته مع هذا، فأخرج فى باشا وجنزير، وضرب فى رحبة قاعة الصاحب من القلعة بالمقارع، وتوالت عقوبته، وتسلمه شادّ الدواوين وعاقبه عقوبة الموت فى قاعة الصاحب.

فاتفق ركوب الأمير شيخو من داره إلى القلعة وابن زنبور يعاقب، فغضب من ذلك، ووقف ومنع ضربه، وبلغ الخبر صرغتمش، فصعد إلى القلعة، وجرى له مع شيخو عدة مفاوضات كادت تفضى إلى فتنة، وآل الأمر فيها إلى تسفير ابن زنبور إلى قوص، فأخرج من ليلته، وكانت مدة شدته ثلاثة أشهر، وأقام بمدينة قوص إلى أن عرض له مرض أقام به أحد عشر يوما، ومات يوم الأحد سابع عشر ذى القعدة سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

وله بالقاهرة السبيل الذى على يسرة من دخل من باب زويلة بجوار خزانة شمائل، وقد دخل فى الجامع المؤيدى، ووجد له فى خزانة خمسة عشر ألف دينار وخمسون ألف درهم فضة وأخرج من بئر صندوق فيه ستة آلاف دينار وشئ من المصالح، وحضرت أحماله من السفر فوجد فيها ستة آلاف دينار ومائة وخمسون ألف درهم فضة وغير ذلك من تحف وثياب وأصناف، وألزم والى مصر باحضار بناته، فنودى عليهن فى مصر والقاهرة، ثم حمل